الكرسي سلاح قاتل أخطر من السجائر

العرائش نيوز: 

عند الحديث عن الأفعال المضرة التي قد تؤدي بمرتكبها إلى الموت، قد يتبادر إلى الذهن التدخين وقيادة السيارات برعونة، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن ما يتسبب في وفاة عدد كبير من الأشخاص في العصر الحديث هو الكرسي.

فقد أظهرت دراسة أخيرة أجرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة (NHS)، أن الجلوس لفترة طويلة تزيد على سبع ساعات يوميا، هو السبب في وفاة سبعين ألف شخص بالمملكة المتحدة فقط في عام 2016.

وبحسب الدراسة فإن عدد ضحايا الكرسي أكبر من عدد ضحايا مرض خطير مثل سرطان الرئة الذي غالبا ما يصاب به المدخنون، ما جعل الباحثين يقارنون الجلوس طويلا بالتدخين قائلين إن الكرسي أصبح سلاحا قاتلا أخطر من السجائر.

بالمقابل نشر موقع “هيلث لاين” تقريرا يفيد أنه لا ينبغي مقارنة الجلوس بالتدخين، وأنه من المبالغة القول إن الجلوس أخطر من التدخين، هذا لأن التدخين بمختلف أنواعه يتسبب سنويا في حوالي 21% من وفيات 54 دولة، بينما الجلوس يتسبب في 3.8% من إجمالي عدد الوفيات في الدول ذاتها.

لا تجلس لفترة أطول من 20 دقيقة متواصلة دون وقوف (بيكسابي)

ولكن عدم مقارنة الجلوس بالسجائر لا ينفي أن الجلوس لفترة طويلة أمر مدمر فعلا للصحة، ففي تقرير نشره موقع “ذي ويك” الإنجليزي، ورد أنه إن تم الحد من هذه العادة في المملكة المتحدة، سيتقلص عدد المصابين بأنواع معينة من السرطانات بنسبة 9%، وسيقل عدد المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة 17%، وقد تشير هذه النسب إلى مدى حجم وخطورة تأثير نمط الحياة الكسول على البشر.

وفي السياق، أوضح تقرير نشره موقع “ديلي ميل” أن الأضرار الناجمة عن الجلوس لفترة طويلة ليست هينة كما قد يتصور البعض، فأبسطها الإصابة بالسمنة المفرطة بما تحمله من مساوئ كثيرة، ولكن قد يصل حجم الضرر إلى الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة والمزمنة مثل النوع الثاني من مرض السكري، وبعض أمراض القلب نظرا لارتفاع مستوى الكوليسترول، وهو ما يؤدي إلى الوفاة المبكرة، كما يؤثر في معدلات الأيض ويزيد من احتمالية تعرض الجسم للالتهابات، وقد يتسبب في الإصابة ببعض الأمراض العقلية.

تطور التكنولوجيا المتهم الرئيس

يجلس الإنسان المعاصر سبع ساعات متواصلة يوميا، وقد تزيد هذه المدة إلى عشر ساعات كلما تقدم الإنسان في العمر، ويرجع هذا إلى عدة أسباب، أولا لطبيعة المهن المطلوبة نظرا للتطور التكنولوجي الحالي، فقد أصبحت النسبة الكبرى من الموظفين يقضون ساعات عملهم جالسين أمام المكاتب.

وثانيا مستوى الترفيه الذي استطاعت أن توفره التكنولوجيا الحديثة، فأصبح العالم متوقفا على الجوال أو الكمبيوتر المحمول ولم تعد هناك رغبة لدى الأشخاص في التحرك سواء للتواصل الاجتماعي أو لمشاهدة الأفلام، فكل ما يريدونه متوفر بشكل حرفي بين يديه.

الأمر المؤسف أن من يمارسون الرياضة بشكل يومي كذلك، لن يستطيعوا تجنب الأضرار الناجمة عن جلوسهم على الأرائك أو المقاعد بقية ساعات اليوم، فبالرغم من أن ممارسة الرياضة في ذاتها أمر مفيد ومهم، ولكنها وحدها لا تستطيع محو مساوئ عدم التحرك بقية اليوم.

الجلوس يتسبب في 3.8% من إجمالي عدد الوفيات (بيكسابي)

ابدأ الوقوف

يحكي ريان فيورنزي، أحد مؤسسي موقع “ستارت ستاندينغ” الذي يحث على الوقوف لفترات أطول، أنه كان يعاني لسنوات من آلام مستمرة في الظهر، ورغم ذهابه للعديد من الأطباء في مختلف التخصصات، غير أن أحدا لم ينجح في تخليصه نهائيا من آلامه، حتى عام 2015 حين ذهب أخيرا لطبيب جديد أخبره أن مرضه بسبب أسلوب حياته المعتمد عادة الجلوس لفترات طويلة، وعلمه كيف يستطيع أن يتخلص من هذا الألم، وبالفعل استطاع فيورنزي التخلص من آلام ثماني سنوات في تسعة أشهر فقط، وهو ما جعله يؤسس هذا الموقع للتوعية بأضرار الجلوس مطولا ومساعدة الآخرين للوقوف لفترات أطول.

ويقدم الموقع بعض النصائح البسيطة التي من شأنها تغيير عادة الجلوس والحد من الألم المصاحب له والتي يمكن تلخيصها في الآتي:

1- عدم الجلوس لفترة أطول من 20 دقيقة متواصلة، وكسرها بعشر دقائق من الوقوف أو السير، وزيادة مدة الوقوف تدريجيا لأكثر وقت مستطاع.

2- الاستعانة بتوقيت إلكتروني للتنبيه عند مرور العشرين دقيقة.

3- الجلوس بطريقة صحيحة، بأن يكون الظهر مستقيما، وعند استخدام أي جهاز أو القراءة تكون الشاشة في مستوى العين، وعند الكتابة يكون لوح الكتابة في مستوى الكوع.

4- الوقوف بطريقة صحيحة باستقامة الظهر وإرجاع الرقبة للوراء ورفع الذقن.

5- ممارسة التمارين البسيطة التي لا تحتاج لمجهود، مثل رفع الكعبين أثناء الوقوف لفترة طويلة.

6- القيام بتمارين الإحماء بعد الوقوف لفترة طويلة لتجنب آلام الساق الوقتية، ولتجنب آلام الرقبة والظهر أثناء الجلوس.

7- وضع وسادة بين الركبتين عند النوم على الجانب، ووضع وسادة أسفل الركبتين عند النوم على الظهر، مع التركيز على عدم النوم على البطن.

8- استغلال أي فرصة للوقوف في العمل، مثل استقبال المكالمات التلفونية أو عند إجراء حوار مع زملاء العمل.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليق 1
  1. جميلة يقول

    شكرا للجريدة على هذا الموضوع المهم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.