في الاتحاد و التقليص الحكومي

العرائش نيوز:

يوسف الغرافي 
على إثر التعديل الحكومي الأخير برزت بعض النقاشات المتعددة الخلفيات و المختلفة المشارب، و يظل المهم هو رمزية الأرقام و التقليص في عدد الحقائب الوزارية مع تطعيمها بلائحة مستقلة أضرت كثيرا بمنسوب الديمقراطية في البلاد وأحرجت أصحاب الخطاب المثالي في تسويق دولة قائمة على أساس التعاقد الاجتماعي وربط المسؤولية بالمحاسبة، و بالموازاة مع ذلك ظهرت من داخل الاتحاد بعض التصريحات و الخرجات و التنسيقيات و بعض التشكيلات المعطوبة التي انتقدت الحزب و اختزلت اللحظة العصيبة في مجرد ” الرقم واحد ” في اسم وزارة العدل و في شخص الأخ محمد بنعبد القادر.
لجميع الاتحاديين والاتحاديات الحق في التعبير عن واقع الحال و الإفصاح عن غضب أو غصة، لكن هذا الحق رهين باستخدامه داخل التنظيم لا خارجه و بالمواقف الثابثة لا المتغيرة كلما تغير موقع ما أو ظرفية كاذبة.
لا أجد حرجا حتى في ظل الوضع الحالي للاتحاد أن أزيد تشبثا بالحزب كمؤسسة و كتنظيم جميل و بالأخ الكاتب الأول و ببعض القيادة التي كانت مستقرة في اتجاه واحد و دافعت عنه طيلة الولاية الحالية لاسيما مع لحظات الفشل أو الإنكسار.
و لا أجد حرجا كذلك في أن أختلف مع بعض الإخوان لا في الظرفية التي أعلنوا فيها تمردهم و انسياقهم لمطامع أخرى و لا في المسالك التي اختاروها للتعبير عن بعض الانطباعات الشخصية أو الانفعالات العاطفية.
أكيد، نحتفظ بكامل الحق في الاختلاف و في أشياء أخرى ألفناها في الاتحاد حتى و إن كانت خطأ أو هفوة، لكنها بحسن نية و طيب خاطر، نابعة من فؤاد اتحادي حالم بحزب يتسع و ينصت و يعبر عن الجميع.
في اللحظات العصيبة نحتاج فقط لفن الرسم و نقش معالم وردة جميلة في صورة عمرها ستون سنة تحكي عن قوة الاتحاد و جماهيره الشعبية، و موسيقى تحاكي إيقاعات النضال المشترك، و أوبرا نجتمع داخلها بعدما فرقتنا أمانتنا للاتحاد في القرى و المداشر و المدن لتخليد الحدث في ألبوم صور مستمر مع استمرارية مشروع الاتحاد.
كم نحتاج فعلا إلى بعضنا البعض، لعل ” الستون سنة ” خير من ” الرقم واحد “.


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.