العرائش نيوز:
عبد الباري عطوان
لم نَكُن نعرف أنّ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب يُجيد التّمثيل إلا بعد أن رأيناه في مُؤتمره الصّحافي الذي عقَده اليوم وأعلن فيه مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش) في عمليّةٍ عسكريّةٍ نفّذتها وحَدات أمريكيّة خاصّة في مِنطقة باريشا شِمال إدلب، فالرّجل ظهَر مَزهُوًّا مُدّعيًا نَصرًا كبيرًا، وكأنّه هزّم الاتّحاد السوفييتي وهو في قمّة عظمته، فكُل تحرّكاته كانت محسوبةً، وجرى التدرّب عليها مُسبَقًا، وكذلك ملامح وجهه.
المعلومات التي عرَضها الرئيس ترامب حول العمليّة، ومن بينها مقتل البغدادي وزوجتيه وثلاثة من أبنائه بأحزمةٍ ناسفةٍ كانوا يَرتدونها، وفي نفقٍ جرى إعداده خِصّيصًا لحمايته، ربّما تكون صحيحة، وربّما ليس الحال كذلك، ولدينا الكثير من الشّكوك في هذا المِضمار، لن تُبَدِّدها إلا الأدلّة المَدعومة بالصّور الحيّة والثّابتة. فالرّوس الذين شكَرهم الرئيس ترامب لتَعاونهم في العمليّة نفَوا عِلمهم، وأبدوا شُكوكهم في احتماليّة مقتل البغدادي بالأساس، أمّا السوريّون الذين ضمّهم الرئيس الأمريكيّ إلى لائحة المُتعاونين الشّاكر لهُم فَضل تعاونهم، فآخِر همهم أن يتصيّدوا المعلومات عن الرّجل، وسَخِروا من الإشارة إليهم، مُضافًا إلى ذلك أنّ المِنطقة التي اغتيل فيها البغدادي تقَع خارج سيطَرت الجيش السوري، وتخضع لسيطرة تنظيم “النّصرة”، وربّما خلط الرئيس الأمريكيّ بين السّلطة والمُعارضة، وهذا ليس مُستَغرِبًا منه على أيّ حال