العثور على كتابات سرية لجان جينيه في “كان”

العرائش نيوز: 
في العام 1986، بعد عودته من المغرب، شهر واحد قبل وفاته، أودع الأديب الفرنسي جان جينيه (1910-1986) ثلاث حقائب لدى صديقه ومحاميه رولان دوما الذي رافقه أثناء حرب الجزائر، وكانا معاً حليفين لجبهة التحرير الوطني. تحتوي هذه الحقائب على عدد كبير من المخطوطات والكنانيش والرسوم وقصاصات الجرائد، كلها تشهد على جزء من أعمال وحياة صاحب النثر المتلألئ.

اختار رولان دوما، الوزير الأسبق، البالغ من العمر 97 عاماً، تكليف معهد ذاكرات النشر المعاصر (Imec) في مدينة كان بحفظ محتوى تلك الحقائب التي تتضمن سيناريو الرواية الأولى لجينيه المعنونة (Notre-Dame des Fleurs (1943 والذي كتبه بطلب من الفنان البريطاني دافيد بووي. كان جينيه وبووي قد التقيا على متن طائرة، منتصف السبعينات، وعبّر هذا الأخير لجينيه عن رغبته في لعب دور شخصية “دوفين”، لكن جينيه تراجع في النهاية عن إعطاء موافقته لتصوير الفيلم.

من بين ما تحتويه الحقائب أيضاً، مخطوطات لكتاب ضخم كان جينيه عاد للاشتغال عليه العام 1983، ويتطرق لحزب الفهود السود في الولايات المتحدة وللمقاومة الفلسطينية التي عرفها من قرب في لبنان، وذلك على الرغم من الزعم الذي أشاعه هو نفسه بخصوص توقفه عن الكتابة قبل ذلك التاريخ. يقول ألبير ديشي، المحافظ المسؤول عن أرشيف جينيه في معهد ذاكرات النشر المعاصر، إن جينيه جمع معلومات كثيرة، من صور ووثائق مختلفة، كان يعتزم تضمينها في ذلك الكتاب.

يضيف ألبير ديشي بأنه كان يعلم بوجود تلك الحقائب منذ 12 عاماً، علماً أن رولان دوما أخفى هذا السر طوال 33 عاماً. ويضيف أن استغلال هذا الأرشيف والاشتغال عليه سيبقى رهن موافقة جاكي ماغليا، وريث حقوق جينيه، وهو ابن لوسيان سينيمو بالتبني، إحدى شخصيات “يوميات سارق” (1949).

وكانت “المدن” قد نشرت، تزامناً مع احتفاء فرنسا بالذكرى الثلاثينية لوفاة جان جينيه، مقالاً بعنوان جان جينيه: من شاتيلا إلى العرائش.. بعد الدّم بقليل، تناول علاقة الأديب الفرنسي بالعالم العربي، بين المشرق والمغرب، والآثار النصية والمواقف السياسية لتلك العلاقة في مسيرته الفنية والحياتية.

المدن


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.