إدارة مدينة العرائش ..في زمن الثعلب الذي يظهر ويختفي

العرائش نيوز:

ياسين زروال

اصبح واضح للعيان ان الإدارة داخل مدينة العرائش تعاني من مرض مزمن هذا المرض ظهرت اعراضه في كل مكان على شكل فوضى وتسيب في جميع المرافق ، والحالات المرضية التي تحولت الى فضائح محلية ووطنية اكبر شاهد على هذا الداء، يكفي ان الحالة الثانية على المستوى الوطني من حالات الرشوة التي ضبطت بفضل التبليغ على الرقم الأخضر كانت بأحد إدارات جماعة العرائش –مقاطعة الكدية- ، هذا غير السجلات الإدارية التي تختفي وتظهر بطرق سحرية ، ناهيك عن الفديوهات التي يسجلها المواطنون لإدارات خاوية  على عروشها، والموظف الذي سب زميلته امام رئيسه ، و السيدة التي تتهجم على موظف داخل اجتماع مغلق وإتهمته بالرشوة، و بيان جمعية الموظفين الذي يتهم السياسيين بتصفية الحسابات على حساب الإدارة ومصالحها وغيره الكثير .

كل هذا عرفناه يبقى ان نطرح السؤال المناسب فالسؤال نصف الجواب ان لم يكن كله، من يتحمل المسؤولية عن التسيب الحاصل بإدارة العرائش؟

في الجواب عن هذا السؤال قد يفترق فريقان فريق سيقول لك ان هذه الفوضى لم تظهر الى بعد إزاحة رئيس مصالح البلدية السابق، ففي زمنه كانت الأمور مستتبة، بفضل حكمته وحنكته ولم نسمع عن موظف يتطاول على زميلته بحضوره، كما انه وفي زمنه لم ترجع السلطات أي تقرير او محضر اجتماع بسبب أخطاء منهجية او مسطرية عكس الحاصل اليوم.

وفي المقابل سيقول لك طرف آخر ان ما نعيشه اليوم هو حصاد ما زرعه رئيس المصالح السابق وان هذه الفوضى نتاج سياسته التي كرست الولاء السياسي بالإدارة لأنه رجل سياسة بالدرجة الأولى، اما الرئيس الحالي فيعمل جاهدا ليل نهار من اجل إعادة الإدارة الى جادة الصواب.

الحقيقة التي لا يمكن انكارها ان هناك حد فاصل في تدهور حال الإدارة من سيئ الى أسوأ

فرغم ما كانت تحمله الإدارة من خلافات الا ان هذه الخلافات كانت تدبر داخل إناء ضغط وكانت تتنفس من حين لآخر وهذا التنفيس كان الى حد ما متحكم فيه ، الى ان انفجر كل شيء ورفع الغطاء ، ربما بسبب الضغط الزائد لجهة معينة على حساب جهة أخرى، هذه الجهة التي “شافت الربيع وما شافت الحافة” وفجأة وجدت نفسها عند الحافة ، وجرت الكل معها لتدخل الإدارة في فوضى حقيقية استلزمت تدخل حازم ، وبالفعل جاء تدخل السيد الرئيس، وبسبب التهديد الذي لمسه في اغلبيته انصاع الى حركة التمرد وقام بتغيير راس الإدارة ، ليستبدل رئيس مصالح مغضوب عليه برئيس مكروه، فتحول الخلاف الى عداوة وانقسمت الإدارة بين الاوس والخزرج واصبح المنطق السائد داخلها هو منطق الاحلاف، وبما ان فلان معنا فل نضعه على راس الإدارة الفلانية، وبما ان علان ضدنا فل نركنه على الرف ، وبما ان هذا محسوب على ذاك ضع له الصابونة تحت اقدامه ، وبمنطق الولاء والبراء اصبح المواطنون سبايا بين اقسام الإدارة التي يعيش موظفوها عصر الاشباح الذهبي كيف لا ان كان الرئيس والحديث هنا عن رئيس المجلس شبح يظهر ويختفي مثل تعلب الزفزاف ،وان كان اختفاء الرئيس بنزين يصب على نار مشاكل المدينة وإدارتها، فظهوره ملح يرش على جراحها ، لان قراراته لا تزيد الأمور الى فوضى اللهم ان كان هو يقصد احداث هذه الفوضى.

صحيح ان الادارة في عهد رئيس المصالح السابق كانت اقل سوء مما هي عليها اليوم، لكن من الانصاف ان نقول ان الرئيس الحالي يواجه جيوب مقاومة أكبر، كما انه يعرف ان من حوله الى موظف شبح لثلاث سنوات لن يتقبل رؤيته رئيسا يأمر ويحكم على هواه.

كل هذه العوامل مجتمعة تجعل الإدارة بالعرائش حالة فريدة من الفوضى التي خلقت فراغا وفي هذا الفراغ وجد الاشباح مرتعا لهم دون حسيب ولا رقيب.

بعد كل هذا يمكننا ان نستنتج ان الحسابات السياسوية هي من افسدت الإدارة كما ان هذه الحسابات السياسوية هي من ضيعت مصالح العباد واجلت افتتاح مرافق المدينة وعلى راسها المحطة الطرقية الجديدة، وتركت شركة هينكول تحول المدينة الى مزبلة.

في ظل كل هذا ستبقى مدينة العرائش تحت رحمة الثعلب الذي يظهر ويختفي وبين ظهوره واختفائه يبقى الحال كما هو من سيئ الى …

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.