حال المدارس دليل على معاناة سكان المناطق النائية ببني عروس اقليم العرائش

العرائش نيوز:

منطقة بني عروس منطقة جبلية حباها الله بجمال ساحر يسلب العقول وجو نقي يشفي النفوس العليلة . ولكن قرى ودواوير هذه المنطقة شأنها شأن باقي المناطق المجاورة تعيش أوضاعا مزرية فيما يتعلق بالبنى التحتية وشروط الصرف الصحي.

فكيف يمكن لمن تسلموا مناصب ومسؤوليات لخدمة شؤون العباد أن يغمضوا العيون عن معاناة المواطن في هذه المناطق النائية ،ويكتفوا بتقديس مقاعدهم تحت قبة البرلمان ، وزيادة رصيدهم في البنوك.

فجل المناطق المغربية لها طابع جمالي خاص وتزخر بثروات متنوعة ، لكن سكانها يعانون الويلات . فأين تصرف ثروات هذه المناطق ؟ ومن يستفيد منها؟ ومن مصلحة من أن تبقى هذه المناطق تعيش أوضاعا مزرية تغيب فيها شروط العيش السليم؟

ففي إحدى الجولات الإستكشافية والتفقدية  رفقة الأصدقاء إلى المناطق النائية ببني عروس صدمنا بواقع عيش الساكنة هناك ، حيث تعرف المنطقة تهميشا مهولا .لا طرق معبدة أوممرات، فانتقالك من مكان إلى آخر يفرض عليك المشي لمسافات طويلة أو أن تكون من هواة تسلق الجبال ، أو تستقل سيارة رباعية الدفع لتأخدك لوجهتك بمبلغ 100 درهم .

أصبحنا نعيش عصر  التقدم التكنلوجي والخدمات الالكترونية عن بعد من تسوق وشراء وبيع وقضاء الحاجيات اليومية  بكل سهولة ويسر ،إلا أن  ساكنة هذه المناطق لازالت تتخبط لتحقيق أبسط سبل العيش الكريم لها. فلا بقاليات ولادكاكين أو صيدليات متواجدة ، كل شيئ منعدم كأننا لازلنا نعيش بالعصر الحجري.الأمر الذي يدفعك للتساؤل كيف يمكن لهم التحمل في صمت لسنوات في حين أن من اختاروهم في انتخاباتهم وأوصلوهم للسلطة بعد سلسلة من الوعود لتحقيق مطالب الساكنة ، تناسوها بمجرد تذوقهم حياة النعيم والترف .

فكيف لأطفال هذه المناطق أن يرتادوا مدارسهم أمام وعورة الطرق والظروف القاسية المحيطة بهم؟

المدارس في وضعيات مهترئة ومفحلة لا تتيح المجال للدراسة ، وتجعلك تظن أنك في إسطبل أو مكب للنفايات  غير مؤمنة لا للتلميذ ولا للمدرس ، فحتى تموضعها  يكون بمناطق خالية بعيدة عن الساكنة لا حارس بها  ، يوجب عليك قطع أميال للوصول إليها .فكيف لنا أن ننشئ أجيالا يكونون قادة ومنارة للعلم والمعرف في بلدهم إذ لانولي أهمية للتلميذ والمدرس والمواطن بهذه المناطق النائية التي تغيب عنها أدنى مستويات العيش السليم .

الثروات  التي تصرف في برامج ومشاريع تافهة كموازين وغيرها التي لا تسمن المواطن ولا تغنيه ، وإنما همها الربح وغرس ثقافة التحرر والتغطرس واللامبالاة بإنسانية ومعاناة المواطن .

حيرتي أمام هذا الغموض الذي يكتنف الوضع البائس لهذه المناطق تتزايد يوما بعد يوم . فما عساي أقول غير أين الوطنية فيكم ، أليس هذا بلدكم ونماؤه وازدهاره فخر لنا جميع ؟

عواطف عمران

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.