السي أحمد المرابط، ذكرى رجل استثنائي (الحلقة الأولى)

العرائش نيوز:

بقلم: الأستاذ جمال الكتابي

مقدمة:

السي أحمد المرابط هو ذلك الشخص الذي ترغب في لقاءه كلما زرت مدينة تطوان. فبالإضافة إلى الهم المشترك الذي يجمعنا تبقى المحبة والصدق رأسماله الثابت. كيف لا ووالده تقلد، بالإضافة إلى وزارة الأوقاف، أمانة مجلس الأمناء بالحكومة الريفية، أمين بيت مال الريفيين آنذاك. كما ورث الصدق من والدته التي كانت تقبض على مفتاح خزينة المال. السي أحمد سليل المدرسة الخطابية للجهاد والصدق. عندما أحل بمدينة تطوان وأهاتفه يستقبلني بفرح، ليخاطبني: أهلا با جمال..بعد قليل في المقهى المعلومة حدا ‘الخاصة’.:”. آخر لقاءنا بتطوان كان في نهاية شهر مارس 2017، كان لقاء متميزا ومطولا في عز الحراك الشعبي بالريف، الذي كان يطلق عليه ” شعلة الوطن”.

السي أحمد انخرط تلقائيا في الحراكات الشبابية الشعبية ( 20 فبراير وحراك الريف)، ولا يعطيك إحساس على وجود فارق في السن مهما كنت أصغر منه. عندما توادعنا والوقت يقترب من منتصف الليل، سلمت له قرصا (نسخة) من شريط أنجزناه بمشاركته من داخل مخفر دار بريشة صيف 2015 (انظر الصور المرفقة بعدستي). السي أحمد مر بمراحل قاسية في مسار حياته، لكنه بقي شامخا ولم ينكسر. فرغم الظلم والعذاب الذي لحق به، لم يقدم طلبه إلى هيأة الإنصاف، آخذا مسافة منها وهو على وعي تام أن المشروع ليس صادقا. شارك بموازاة ذلك في جلسات الاستماع التي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان. جزء من شهادته كانت مخصصة للقاء جمع وزير العدل المغربي وعبد الكريم سنة 58/59 بالقاهرة حول القتل والاختطافات التي كانت آنذاك سائدة بالمغرب وهو كان شاهدا على اللقاء.

في سياق هذه المقالة سأحاول تسليط الضوء على جزء من كفاحه الطويل تكريما للرجل، على الأقل من زاوية معرفتي به. أخذا بعين الاعتبار أنني انجزت معه سلسلة من الحوارات بداية السنة الماضية وقبلها حول تجربته. من الطبيعي أن تكون علاقته بعبد الكريم جزءا من هذه المحادثات، لكن التركيز كان أكثر على ما سجلته ذاكرته في هذا المسار بالمغرب، من بينها نفي والده إلى فاس، ونزع أملاكهم بعد أسر عبد الكريم، واختطافه صيف 1973، ومروره بعدة معتقلات وفكرة سفره إلى القاهرة.

(يتبع…)


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.