الجزائر مُطالبة بقرار ثاني ؛ سياسي

العرائش نيوز:

بقلم :عبدالقادر العفسي

يبدو أن خصوم الوحدة المغاربية ارتكزوا بتحليلاتهم على أن : ” شعوب شمال إفريقيا تفتقر الى العقل المركب و ليس لديهم حسابات بطريقة مركبة ، اي أن الاحتمالات مغيبة بفعل عوامل الاستعمار و مخلفاته الضاربة في عمق القرارات السيادية ” ، في حين أن التاريخ و الشواهد الحية ثبت عكس ذالك ، و عليه فإن صناع القرار السياسي بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية يجب أن يعطوا تفسيرا سياسيا جريئا بتصويتهم الرياضي على المملكة المغربية باستضافة كأس العالم بحيث لا يكون متجنيا على التاريخ .

إن الشعبين الجزائري و المغربي متطلع الى النهضة ، تواق الى الاخاء الانساني ، واثقة أن سحابة التزوير و تشويه الحقائق لابد لها ان تنقشع ، و على أن التجارب المريرة التي مر منها الشعبين سوف تُعجل من الانصهار و الوحدة عود الى الريادة لتطابق دورهما الذاتي الواعي الارادي مع دورهما الموضوعي لاعتبارات الثقل الافريقي و الانساني و التاريخي و الحضاري الأكبر و الأفعل .

إن تصويت الجزائر لصالح المملكة حملت معاني مفعمة توحي بالأمل ولا يمكن أن نجردها من التجاوب الايجابي ، لكن صانعي القرار ببلد المليون شهيد مطالبون في هذه المرحلة التاريخية بالنضال حول قضية ” الاعتراف ” لطبعها البشري و لأنه يكشف عن الجوهر الانساني ، حيث هو الدافع الاساسي للرقي و يزيل التناقض و يوحد الطاقات و يحررها الى الطريق الصاعدة بنظرة حية و متفاعلة مع المستقبل ، خاصة أن القيادة الوطنية العليا بالمملكة المغربية دعوتها دائمة للحلقات المفتوحة المستوعبة للتطور المتناغم مع التاريخ و الحاضر و المستقبل المعزز للإيمان بروح الطموح المخصبة للتطلع الى الامام ، بالتالي فإن الوضع الصحي الذي يجب الانسجام فيه هو تقبل كون الشعب المغربي بحجره و شجره و انسيه لا يقبل أن تنزع روحه لكونها ضدّ طبيعة الأرض و إرادة السماء ، و لا يقبل أن يكون ضدّ تفقير أو الحرمان للشعبين من التكامل الاقتصادي و السياسي … ، و لا يقبل إلا بمستقبل ريادي للجزائر و المغرب في المنطقة و إفريقيا بل نموذجا عالميا …

فالحل الواضح و الكامل هو أن يتخذ صناع القرار السياسي بالجزائر موقفا ثانيا سياسيا تُسقط به العداء للمغرب بتفكيك المخيمات و الأذرع المسلحة لها ، فالتصرف الاول الرياضي أدخلكم للتاريخ و الثاني سيكون انقاذ المستقبل في مستوى عناوين الحسابات المركبة و الاستمرارية في الوجود ، فالأمر الان بأيديكم هو متعلق بمصير الشعبين و طموحهما .


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.