المد الجماهيري بمدينة العرائش (30) تاريخ العمل النقابي للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالعرائش (IIV) )

العرائش نيوز:

بقلم: أبو التوأم

مرّة أخرى، تعود معكم العرائش نيوز لتستأنف نشر يوميات المدّ  الجماهيري بمدينة العرائش. هذه السلسلة التي تسلّط الضوء على أحداث اجتماعية، سياسية، نقابية وثقافية عاشتها مجموعة من المناضلين بمدينة العرائش. نتمنى لكم قراءة ممتعة.

تميزت هذه الفترة بالتبعية المطلقة للإدارة المركزية بتطوان سواء على المستوى الإداري والمتمثل آنذاك في المدير العام لهذه الشركة المسمى الوطاوي محمد، والذي كان مديرا عاما ذا صلاحيات جد واسعة ولامحدودة. فهو الآمر بالصرف والآمر بالتوظيفات والآمر بالمشاريع في زمن للإدارة المحلية، وصلاحيات واسعة. ففي زمنه تم تشغيل جلّ لاعبي كرة القدم للمغرب التطواني بشركة RDE .

 وفي زمنه وظف جل من جوق الهلال التطواني للموسيقى الأندلسية بنفس الشركة، بالإضافة إلى عدة أطر ومستخدمين من أبناء العمال وأبناء مدينة تطوان، كما أنه كان يساهم مع ولاية تطوان بعدة مشاريع اقتصادية وسياحية هامة. وكانت من بين أفكاره التي لم ترى النورهو تيليفريك téléférique  بين جبل طوريطا وتطوان.

 

 كما كانت من بين أفكاره البحث عن الطرق القانونية من أجل جعل القباط يحملون السلاح بعدما تكررت محاولة سرقتهم أثناء أداء مهامهم. وكانت آخر إنجازاته هو بناء مركز التكوين التابع RDE إسوة بمركز التكوين الكائن بمدينة الدار البيضاء.

وقد لعب هذا المركز بمدينة تطوان دورا مهما في امتصاص عدد مهم من حاملي الشواهد المعطلين إبان بداية التسعينات، ويأتي إحداث هذا المركز تلبية لتوجيهات الدولة آنذاك والمتمثل في تلبية رغبة المجلس الوطني للشباب والمستقبل والداعي إلى تشغيل الشباب العاطل آنذاك.

وعلى المستوى النقابي حيث كان يمثل الجامعة الوطنية لعمال الطاقة بمدينة تطوان المناضل باعيسى، والمعروف بنزعته الشمالية ودفاعه المستميت عن مستخدمي ومستخدمات إدارة RDE وصراعه الدائم مع المركز بمدينة الدار البيضاء، وابتكاره لعدة أساليب نقابية متطورة مشكلا بذلك ضغطا كبيرا على الإدارة من أجل تحقيق مكاسب مهمة للعمال، هنا نتكلم في زمن كانت الساعات الإضافية غير محدودة وعدد القفة غير محدود ويمكن تجاوز الحصة في سبورة الترقية.

أما على مستوى الأعمال الاجتماعية والتعاضدية،  فإن إدارة تطوان كانت من المدن الأوائل التي اقتنت سيارة الإسعاف ولها عدة اتفاقيات حول مجانية التطبيب مع عدة مكتسبات.

وفيما يخص حصة السلفات فإن باعيسى كان يوزع السلفات في حينها للمحتاجين والراغبين، وبعد ذلك يتحاسب مع المركز.

وللأسف أنّ جلّ هذه الامتيازات كانت موجودة سوى في مدينة تطوان والنواحي، أما على مستوى مدينة العرائش والقصر الكبير فكانت شبه منعدمة، خاصة أمام جهل مستخدمي إقليم العرائش بقواعد اللعبة وتركيزهم مثلا على الساعات الإضافية مقابل التنازل عن الترقيات، وهو ما خلّف فرقا كبيرا في سلالم الترقية بين مستخدمي تطوان ومستخدمي إقليم العرائش.

ورغم أن مدينة العرائش والقصر الكبير حاولوا جاهدين خلق نوع من الاستقلالية النقابية مع مدينة تطوان، إلا ان الكلمة الأولى والأخيرة كانت للمركز الجهوي المتمثل في الأطر النقابية الإدارية لمديرية تطوان، بل أنّ ما سمي آنذاك بالمكتب النقابي لمدينة العرائش كان يستعمل في أغلب الأحيان من أجل الضغط على الإدارة في بعض الأوقات، وكلّما دعت الضرورة إلى ذلك. كما أن مدينة العرائش والقصر الكبير كانتا تعتبران آنذاك بمثابة منفى لكل من عارض توجيهات الإدارة وانتقد أداء المكتب النقابي برئاسة كاتبه العام باعيسى، في حين كان يستفيد من الترقيات والامتيازات كل من كان حارسا أمينا وعينا على مصالح الأطر التطوانية بمدينة العرائش، وبسبب هذه الاستفادات ومن أجل إتقان دور الخادم الأمين للإدارة المركزية كان هذا سببا كافيا لعدم استقرار العمل النقابي بمدينة العرائش أكثر من مدينة القصر الكبير الذي كان يعرف نوعا من الاستقرار النقابي حيث تحمل المسؤولية الحاج أحمد الموذن كمسؤول نقابي بوكالة القصر الكبير لعدة عقود دون منازع وبقي في هذه المسؤولية إلى حين تقاعده.

وطبعا كانت مدينة القصر الكبير تتأثر شيئا ما بالتغييرات النقابية التي تعرفها مدينة العرائش، ففي كل تجديد نقابي تعرفه مدينة العرائش، كان الحاج أحمد الموذن يقوم بتجديد مكتبه النقابي ولو من باب تجديد الثقة. فخلال صعود الهاني عبد الاله كاتبا عاما  بمدينة العرائش سنة 1995، قام الحاج الموذن بتجديد مكتبه النقابي أيضا يوم 10/02/1995 بمقر الاتحاد بمدينة القصر الكبير و الذي جاءت تشكيلته كالتالي:

  • الكاتب العام : الموذن أحمد
  • نائبه: الساحلي محمد نجيب
  • أمين المال: أسامة الجباري
  • نائبه: الصنهاجي رضوان
  • محافظ الوثائق: جوامع علي

المستشارون: يشو بوسلهام، بوحيي محمد، عبد القادر بن جلون، الزيوت كمال.

لكن نتيجة الحركات المحتدمة بمدينة العرائش، ونتيجة انشغال شريحة كبيرة من المستخدمين بالشأن النقابي بمدينة العرائش ، فقد كان الحاج أحمد الموذن يضع مسافة بين المدينتين (العرائش والقصر الكبير) حتى لا تنتقل عدوى الانقلابات إلى القصر الكبير.

يتبع…

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.