العرائش نيوز:
بقلم: عزيز قنجاع
تقييد مخطوط للعلامة الفقيه سيدي محمد بن زروق الحسني
أمدني الصديق الأستاذ المؤرخ عبد الحميد البريري بتقييد للفقيه العلامة ابن مدينة العرائش الفقيه الجليل سيدي محمد بن محمد زروق الحسني قال فيه “الحمد لله قال كاتبه سامحه الله عبد السلام محمد بن محمد بن زروق الحسني فدخل بهذا الثغر العرائشي حلول سعادة و إقبال مولانا أمير المؤمنين وحامي بيضة الإمام الظفر الهمام أبو علي مولانا الحسن بن أمير المؤمنين مولانا محمد بن أمير المؤمنين مولانا عبد الرحمان بن هشام الشريف العلوي أبقى الله نصره واطلع في أو السعادة بدره بعد ظهر يوم الخميس الحادي وعشرين من صفر الخير عام 1301 هجرية وافق قدومه خامس أكتوبر العجم أطال الله بقاءه آمين كتبه عبد السلام المذكور في التاريخ المسطور ومنه أن الأمير أيده الله نزل في محلته السعيدة غربي المدينة عن يسار المحل المسمى بالناظور وراء سور الإشارة المعروف هناك ودخل المدينة لصلاة الجمعة بعد الزوال بأربع درج في زي حسن وإشارة تامة وهيئة جميلة في أعيان جمع من أهل المحلة وكانت صلاته للجمعة بالجامع الأعظم من الثغر المذكور، ثم دخل المدينة أيضا يوم السبت بعده ووصل لجميع الأبراج القبيبات وماوالهم وغيرهما وللزاوية الناصرية زار بها أعمامه المدفونين هناك ووصل للمرسى و للديوانة ووقف على بناء المون هناك وزار الصالحين وذبح عليهم ووصل لدار المخزن الكبرى، فإن عياله نزلوا بها وسافر من الثغر المذكور وكان طريقه على ضريح مولانا ابن سلهام نفعنا الله به ووصل إلى مكناسة أقام بها يومين وسافر منها إلى فاس أطال الله وجوده للمسلمين آمين.”
يحتوي هذا التقييد رغم اقتضابه وتخصيص حديثه على دخول المولى الحسن الأول لمدينة العرائش، إلا أنه على معلومات جد مهمة تتعلق أولا بمدة إقامة السلطان بمدينة العرائش ثم إن نزوله لم يكن بالمدينة بل كان بضواحيها في أرض الكيش المسماة القشلة اليوم مما يعني أن المحلة السلطانية كانت جد كبيرة وعدد أفرادها وجنودها كبير. ثانيا أن الكومندانسيا كانت مقر الإقامة الملكية لعائلة السلطان فان الزيارة كانت لمهام عسكرية دفاعية استراتيجية ومرتبطة أيضا بما يمس المسائل الاقتصادية حيث أن زيارة الديوانة أمر دال على اعتبار أن مداخيلها كانت تغطي غرامات حرب تطوان والخزينة السلطانية، كما أن بداية زيارته للعرائش همت أولا الأبراج، والطريف في هذا التقييد هو أن مدينة العرائش تضم رفات أميرين علويين من أبناء السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام. لم يعط المؤرخ للأجواء المحلية التي واكبت دخول السلطان المولى الحسن الأول إلى العرائش أي اهتمام عكس الحوليات الأخرى التي أشارت إلى الأجواء العامة لدخول السلطان لشفشاون وتطوان مثلا كما ورد في كتاب الأستاذ إدريس بوهليلة، وهو كتاب صادر عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان تحت عنوان “تمهيد الجبال وما وراءها من المعمور وإصلاح حال السواحل والثغور: أو حركة السلطان مولاي الحسن الاول الى شمال المغرب” تاليف العربي بن علي المشرفي دراسة و تحقيق الدكتور ادريس بوهليلة، والذي سنخصص له مقالا نقديا وقراءة في مضامينه.
فالوثيقة أو التقييد يعطينا إذن لمحة مقتضبة من وثيقة محلية عن عرائش القرن 19 م حيث نعرف أن ميناء العرائش كان يعرف إصلاحات متتالية وتدعيمات مستمرة.
وفي نص كتاب إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس تأليف ابن زيدان عبد الرحمن بن محمد السجلماسي قال عن دخول المولى الحسن الأول إلى العرائش ما يلي “ثم توجه إلى ثغر العرائش ودخله دخول عز وإجلال يوم الخميس الحادي والعشرين من صفر المذكور فتفقد الأحوال والصقائل والأبراج ثم بارحها يوم الثلاثاء سادس عشرى من الشهر المذكور.
تخبرنا الوثيقة أن دخول السلطان للمدينة كان ضمن طقوس احتفالية كبيرة كما تؤكد طبيعة الزيارة السلطانية التي جاءت بحس وهدف عسكري فقد بقيت العرائش من خلال نهرها الخالد اللوكوس هاجسا عالقا بمشاغل سلاطين المغرب.