العرائش نيوز:
عبدالإله المجذوبي
هذه المرة بعيدا عن التعريف بالشخصيات المنسية بمدينتنا لننتقل إلى ميدان العمران الموريسكي وما أكثره بالعرائش.
بمجرد أن حط الإسبان الرحال وما أن استتب لهم الحكم حتى بدأوا بالتشييد والإعمار خارج أسوار المدينة لعدة بنايات ومؤسسات وشوارع ودور السينما والمستشفى وأشياء أخرى. ما يهمنا اليوم هي تلك البناية الضخمة التي نمر بجانبها ولانعلم الكثير عنها أو ربما القليل.
إنها مطحنة لوكوس العملاقة أو كما يسميها أهل المدينة باللغة العامية أو الدارجة (فابريكا الطحين .). غشت 1928 سيحل بالعرائش واحد من أشهر المهندسين المعماريين الإسبان في زمانه ألا وهو المهندس إدواردو طوروخا قادما من العاصمة مدريد مسقط رأسه وبأمر من ملك إسبانيا في مهمة إعمار المدينة . كان معروفا عالميا كأحسن مهندس زمانه في ما يخص المشاريع العملاقة ونظرياته التي مازالت تدرس إلى يومنا هذا في عدة معاهد الهندسة المعمارية ،وما أن وطأت قدماه العرائش حتى قام بتشييد مطحنة اللكوس العملاقة الشهيرة حيث قسمها إلى قسمين ،قسم للإدارة والتخزين والقسم الأخر للتصنيع وخصوصا الحبوب والدقيق والأرز لأن منطقة لوكوس معروفة بأراضيها الفلاحية الخصبة وكان هذا المهندس الداهية هو من إقترح على الحكومة المركزية بأن تمر السكة الحديدية للقطار بالقرب من المصنع لتسهيل عملية التصدير والاستيراد من وإلى العرائش . ما أن إنتهى من هذه المهمة حتى ثم إستدعائه من طرف ملك إسبانيا ليتم توشيحه ويقال بعد موته بوسام ماركيز وهو أحد أهم الأوسمة انذاك . توقفت هذه المعلمة العملاقة عن الإنتاج وسرحت عددا هاما من العمال وأقفلت أبوابها لعدة أسباب منها كثرة الديون والصراعات القانونية بين المالكين الرئيسيين .