العرائش نيوز: قررت شركة اللوكوس الزراعية خلال الفترة الممتدة بين 1927 و 1930 الدخول في تجربة جديدة من خلال بعض الأنشطة المكملة لنشاطها الرئيسي المتمثل في زراعة اشجار البرتقال. فشرعت عام 1930 في تشغيل مطحنة اللوكوس للدقيق، نظرا لكون العائدات المترتبة من زراعة أشجار البرتقال تتطلب الانتظار و الترقب و هي بطبيعتها آجلة و ليست عاجلة.
و يقول تقرير للشركة في عام 1930 :
” لقد قررنا إنشاء مصنع للدقيق، والذي تم بناؤه بالفعل ويعمل بكامل طاقته في هذا الوقت، ليس فقط بسبب المنفعة التجارية الجذابة التي يوفرها إنتاج وبيع الدقيق… وليس هناك عمل أفضل وأجدر بالتقدير من تشجيع زراعة القمح بين السكان المحليبن كما يقوم به هذا المصنع… ”
و شيد المصنع او المطحنة على أرض كانت تمتلكها الشركة بجوار السكة الحديدية التي تربط بين العرائش و القصر الكبير. و تم استخدام آليات و ماكينات تشتغل بنظام بوهلر Bühler وكانت طاقتها الإنتاجية 200 قنطار متري في اليوم.
و Bühler شركة سويسرية أنشأت عام 1860 و تشتغل إلى يومنا هذا و هي رائدة تنشط في مجال الهندسة الميكانيكية، وصناعة المواد الغذائية والحبوب، والعمليات الكيميائية، والبصريات الدقيقة، وصب القوالب…
لإنشاء المطحنة تم التعاقد مع شركة Ribera y Cía، فقام المهندس المدني إدواردو توروخا ميريت Eduardo Torroja Miret بإنجاز التصاميم و حسابات الهياكل الحاملة و الخرسانة المسلحة. و كان خلال دراسته في سلك الهندسة المدنية طالبا عند المهندس المبدع خوسيه أوجينيو ريبيرا José Eugenio Ribera Dutaste صاحب مشروع بناء منارة رأس الناظور البحرية بالعرائش La Farola de Punta Nador.
هذه المنارة بدأت اشغال بنائها عام 1914 و انتهت عام 1929. و ضم المهندس أوجينيو مؤسس شركة Ribera y Cía، تلميذه إدواردو إليه فور حصوله على شهادته.
تشير بعض التقارير ان «Torroja قام بحسابات وتصميم الهياكل الخرسانية المسلحة. لكن لا يظهر الشخص المسؤول عن التصميم العام للمجمع. بالنظر إلى أن تاريخ مشروع توروخا هو عام 1928…
(بدر كمال)
