مدافع العرائش بين التفريط و الاهمال

العرائش نيوز:

 

كتاب الاستقصا لاخبار دول المغرب الاقصى
(أحمد بن خالد الناصري)

 

اعتناء السُّلْطَان سَيِّدي مُحَمَّد بن عبد الله بثغر العرائش وشحنه بِآلَة الْجِهَاد

الجزء 3 الصفحة 26 و 27 :
صفحة 26 ;
« …قد تقدم لنا أَن السُّلْطَان سَيِّدي مُحَمَّد بن عبد الله رَحمَه الله قدم العرائش عقب وقْعَة الفرنسيس فَوقف عَلَيْهَا واعتنى بأمرها وَبنى بهَا الصقائل والأبراج وصونها ثمَّ كَانَ قدوم ابْنه الْمولى يزِيد فِي هَذَا التَّارِيخ إِلَى فاس وَفِي ركابه جمَاعَة من رُؤَسَاء الْبَحْر والطبجية أهل الإجادة فِي الرَّمْي وَكَانَ قدومه بِأَمْر السُّلْطَان لجر المدافع والمهاريس النحاسية الَّتِي كَانَت بفاس الْجَدِيد ومكناسة ونقلها إِلَى ثغر العرائش فَفَعَلُوا وألزم السُّلْطَان الْقَبَائِل الَّذين بِالطَّرِيقِ أَن يتولوا جرها فَكَانَت كل قَبيلَة تجرها إِلَى الَّتِي تَلِيهَا إِلَى أَن وصلوا إِلَى مشرع مسيعيدة من نهر سبو


صفحة 27
.,.قَالَ صَاحب الْبُسْتَان فورد علينا أَمر السُّلْطَان بالعرائش أَن نخرج إِلَى لقائهم فِي الْجند وقبائل الْحَوْز يَعْنِي حوز العرائش قَالَ فوافيناهم على وَادي سبو فَتَوَلّى أهل الغرب جر تِلْكَ المدافع والمهاريس إِلَى أَن أوصلوها إِلَى وَادي الدردار قرب تاجناوت ثمَّ جرها أهل العرائش وقبائل حوزها إِلَى الْمَدِينَة وَكَانَ يَوْم دُخُولهَا مهرجانا عَظِيما أخرجت فِيهِ المدافع والمهاريس والبارود وتسابقت الْقَبَائِل على الْخُيُول ولعبوا بالبارود إِلَى الْمسَاء ثمَّ رَجَعَ الْمولى يزِيد وَمن مَعَه من الرؤساء والبحرية والطبجية إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان بمكناسة وَقد تمّ الْغَرَض الْمَقْصُود…”

السياق التاريخي :

جلب السطان محمد الثالث هذه المدافع للمدينة بعد تعرضها لقصف عنيف من الاسطول الفرنسي بقيادة الاميرال دو شافو Du Chaffault (انظر الصورة) خلال3 ايام متتالية من 25 الى 28 يونيو 1765 .فاعاد البناء و الترميم،و هو من شيد المسجد الاعظم و السوق الصغير و دار القرآن و فندق زلجو و دار سك النقود (درب ابن سينا بالقصبة) و …و جهز البطاريات بالمدافع و جلب معها فرق الطبجية او الرماة و اقام لهم حيا خاصا بهم يعرف الى اليوم ب”درب الرما او الرماة”

اين هي اليوم كل تلك المدافع التي دافعت عن ثغر العرائش لقرون !؟

وزعت مدافع العرائش على عدة مدن لتزيين و تأثيث ساحاتها و ابراجها و البقية الباقية و عددها 11 مدفعا (في حديقة الهيسبريدس و العمالة و ساحة دار المخزن و..و برج سيدي ميمون )بعثرت كيفما اتفق و اهملت ضمن مسلسل طويل من طمس هوية المدينة و تبخيس تاريخها
و لعل اشهر مدافع العرائش هو مدفع سيدي ميمون او نفط او الميمونة الجبار الذي كان لعقود طويلة منصوبا عند جانب برج اليهودي و في بطارية

الصور هنا لمدافع :

* مدفع حديدي مهمل في برج سيدي ميمون
* مدفع سيدي ميمون الذي نقل لبرج النار بفاس و هو من صنع المعلم الحاج أحمد الغمق بفاس عام 978هـ / 1571م ، بامر من السلطان أبو محمد عبد الله الغالب بالله (1517-1574)

* مدفع الملك البريطاني جورج الثالث في ساحة دار المخزن
وهو ملك المملكة المتحدة و هانوفر (1820/1760)
تاريخ صب المدفع بين (1782-1800) (معلومة عن جمعة القصبة مشكورة )

(بدر الدين كمال)


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.