العرائش نيوز:
بقلم الحسين الوهابي
ظننا في السنوات الأخيرة أننا سنودع حلقات الكوميديا في المشهد السياسي و الإقليمي ولكن يبدو أننا كنا واهمين
حيث وجد الناخب بإقليم العرائش نفسه حائرا أمام العهود والوعود التي قدمها المرشحون، خلال الحملة الانتخابية لإقتراع 8 شتنبر 2021 بغية استمالة الناخبين للوصول إلى كرسي البرلمان أو الوزارة ، والتمتع بلقب ” السيد النائب ” او “حضرة معالي الوزير” وما فيه من مظاهر الرفعة والنفوذ لقد مضى على الإنتخابات الأخيرة بإقليم العرائش تقريبا ثلاث سنوات والتي كانت مُحَمّلة بأطنان من الوعود والعهود والكلام المعسول غير أن الناخب وخصوصا المنتمي للمناطق الجبلية لم يجن من تلك الوعود سوى نقيضها بل الادهى والأمر عندما يكون مرشح هذه الجماعات للبرلمان هو زعيم حزب سياسي ووزير بحكومة اخنوش فمن العار أن تعد الناس بما لن يتحقق غدا ، لأن سياسة التسويف أصحبت مكشوفة عند الصغير قبل الكبير وقد يقول قائل أنه في ظل حملة انتخابية شابها الفتور في اقليم العرائش لم يجد الوزير ” ابن المنطقة ” بُدّا من إطلاق الوعود، بغرض الفوز بالمعقد لاغير وهو أمر بالمناسبة يعرفه جيدا “الشناقة ” ممن اعتادوا أن يحصلوا على بعض “مطالبهم” مباشرة أثناء الحملات الانتخابية، لعلمهم بأنهم لن يروا مرشحهم مرة أخرى إلا في الانتخابات التالية
وحسب شباب قبيلة بني عروس فإن برنامج نزار بركة الانتخابي والموثق بالصوت والصورة تضمن كما هائلا من الوعود أستخدمت كطعم لناخب يؤرقه تغيير واقعه المعيشي وجعله ضحية للوعود الكاذبة التي تصور للناخبين من شباب قبيلة بني عروس على ان كل شبر من قبيلتهم سيصبح كأنه ” الجنة ” و تنتظر فقط فوز ” الوزير “بالانتخابات كي ينطلق في مهمة تغييرها.
فنزاربركة سيوفر الطبيب وسيشفي الأعرج والأبرص والأعمى، وسيضرب بعصاه البحر ليشق طريقا لحشود المعطلين عن العمل من شباب المنطقة وسيحدث مراكز بمدارس جماعة بني عروس وزعرورة وعياشة لتكوين الشباب ،وسيحول الأحياء الهامشية بالعرائش إلى حدائق غناء حيث الخضرة وزقزقة العصافير، وسيوفر مياه الشرب للمواطنين في اعالي الجبال وسيبني القناطر والجسور والطرقات والمسالك على امتداد كل الاقليم وووووو إنه نوع من العبث يكاد يرقى إلى “الكوميديا السوداء” فإذا أردت أن تقيس مدى جدية ” الوزير بركة ” في تنفيذ وعوده، فما عليك سوى قسمة عدد وعوده المُنَفّذة على تلك التي لم تنفذ ونحن قد تجاوزنا نصف الولاية الحالية لتظهر لك نسبة الجدية والوفاء بالعهد حيث على سبيل المثال لا الحصر لازال الشباب قبيلة بني عروس ينتظرون الى اليوم ما وُعدوا به من برامج التكوين والتشغيل من اجل محاربة البطالة ؟ فاين وعد احداث دور الخدمات الادارية بمداشر جماعة بني عروس ؟ واين وعد احداث محطات قروية لوكالة انعاش التشغيل بهدف ضمان استفادة شباب القرى من الادماج في سوق الشغل ؟ اين وعد استثمار المؤهلات السياحية لقبيلة بني عروس ومزار مولاي عبد السلام في التنمية السياحية ؟ اين وعد تزويد %90 من الساكنة الجماعات الجبلية بالربط الفردي بالماء ؟ اين وعد انشاء برامج لحماية ساكنة الاقليم من الفيضانات ؟ اين الوعد بانشاء الطرقات والجسور والقناطر ؟ لم تكن سوى وعود زائفة، جرى اختبارها مع اولى التساقطات المطرية في والتي تسببت في قطع أكثر من محور طرقي بالاقليم لعدة ايام كما تسببت الفيضانات في تحويل عدة شوارع باقليم العرائش إلى بحيرات مائية، دفعت العديد من المواطنين العرايشيين إلى قراءة اللطيف حتى الصباح الباكر ، فالامطار والثلوج اصبحت بمثابة المراقب الفعال للوعود الانتخابية ولمشاريع طالما امتدحها البعض وجعلها من الانجازات المقدسة ” لابن المنطقة ” مثل قنطرة وادي ومراس التي تربط بين جماعة بني عروس وجماعة القلة وجماعة زعرورة والتي سقطت مع التساقطات المطرية، بينما القناطر التي بنيت في فترة الاستعمار ضلت صامدة حتى الآن إن الأمطار، أفضل بكثير من كل لجان التفتيش التي زارت إقليمنا ، لأنها كشفت زيف الوعود ، وعَرّت واقع البنية التحتية الهشة ،يحدث كل ذلك، لأن القانون لا يحاسب الوزراء على وعودهم الانتخابية الكاذبة، ولا يستطيع محامي من جمعيات حقوق الإنسان أن يرفع دعوى قضائية ضد وزير لم يوف بوعوده للناخبين، لأن الدعوى خاسرة، فالقانون لم يجرم الوعود الانتخابية بعد!.
ورغم أن الشرفاء في هذا البلد يرددون مقولة ” وعد الحر دين عليه”، فإنه يبدو أننا لن نسمع في يوم من أيام ان وزيرا أو نائبا برلمانيا قدم استقالته لأنه لم يف بوعوده الإنتخابية. وهذا أضعف الإيمان حتى يدفع ثمن وعوده الكاذبة .وهذا ما يفسر تسرع زعماء احزابنا السياسية في إشهار الوعود عند كل مناسبة انتخابية قبل التيقن من مدى قدرتهم على الوفاء بها. وهذا ما يذكرنا بقول الفرنسيين ” عطاء من دون وعد خير من وعد من دون وفاء”. ومن هذا المنطلق، فإننا نحترم المسؤول الحزبي الذي يعلن اعتذاره على الملأ فور علمه بعدم قدرته على تحقيق وعوده خلاصة القول ان نزار بركة زعيم حزب الاستقلال والوزير بحكومة اخنوش والنائب البرلماني عن دائرة العرائش ، وزّع أقراص الآمال المهدئة إبان الحملة الانتخابية حيث كان شباب قبيلة بني عروس وعياشة وزعرورة وبني كرفط «يتصارعون» من اجل أخذ صور تذكارية معه حيث عندما كان يتجول في مداشرها ” شبرا شبرا ” “زنقة زنقة ” ويطرق الأبواب “دار دار ” طلبا للأصوات وكأن هؤلاء المساكين كانوا يشعرون بل متيقنون بأن نائبهم البرلماني الذي يصفونه مجاملة ” بابن المنطقة ” لن يرو وجهه الكريم بعد ليلة 8 شتنبر تاريخ الإعلان عن النتائج ولم يخرج عن سياق هذا المسار إلا شباب منطقة مولاي عبد السلام الذين قابلو زعيم حزب الاستقلال بشعار إرحل وهم كانو أكثر وعيا وحذرا مما يحاك ضدهم من سماسرة الإنتخابات لأنهم مدركون تمام الادراك ان نزار بركة ولد في الرباط ودرس وترعرع في الرباط ويقيم بالرباط ولم تجمعه بالعرائش الا المناسبات الإنتخابية فلا يمكن أن يصبح بين عشية وضحاها إبنا بارا للمنطقة
فلماذا أدار نزار بركة ظهره لشباب قبيلة بني عروس وزعرورة وعياشة بعد ان اوصلوه على اكتافهم الى البرلمان وبفضلهم حقق الحلم الكبير وصار وزيرا !
الحسين الوهابي
فاعل جمعوي من ساكنة مولاي عبد السلام