العرائش نيوز:
بعد قيام إسرائيل خلال الأسابيع الماضية بتنفيذ غارات جوية على مواقع في كل من سوريا ولبنان، مستهدفة مواقع تابعة لحزب الله في لبنان ومنشآت إيرانية في سوريا، ومبررة هذه الهجمات بأنها تأتي في إطار الدفاع عن النفس وردع أي تهديدات لأمنها، في إشارة إلى الأنشطة العسكرية الإيرانية المتزايدة في المنطقة، حذر المجتمع الدولي من أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى توسيع نطاق الصراع ليشمل دولاً أخرى، وخاصة مع تزايد التوترات بين إسرائيل وإيران. كما أن الوضع في لبنان، الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية خانقة، قد يزيد من حدة الصراع الداخلي ويضع البلاد على حافة حرب جديدة مع إسرائيل.
في خضم هذه التوترات، أصدرت جماعة الحوثيين في اليمن تصريحات شديدة اللهجة، محذرة من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمرت إسرائيل في هجماتها على سوريا ولبنان. وقد ربطت الجماعة، المدعومة من إيران، الهجمات الإسرائيلية بالسياسات الإقليمية التي تهدف إلى إضعاف المحور المناهض لإسرائيل في المنطقة. ومع تزايد النفوذ الإيراني في اليمن، فإن تصاعد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل قد يفتح جبهة جديدة للصراع، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
إيران بدورها كانت حاضرة بقوة في التصعيد الكلامي والسياسي. فقد أعلنت طهران أنها لن تتسامح مع أي تهديدات لأمن حلفائها في لبنان وسوريا، معتبرة أن إسرائيل تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة. وعلى الرغم من أن إيران لم ترد عسكرياً بشكل مباشر على الهجمات الإسرائيلية، إلا أن الحرس الثوري الإيراني أشار إلى أن أي تصعيد إضافي سيقابل برد قوي.
ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تتزايد التحذيرات الدولية من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية والردود من الجماعات المدعومة من إيران قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة. فالمنطقة تعاني من صراعات معقدة في سوريا واليمن، وأي صراع جديد قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وقد دعت الأمم المتحدة وعدة دول أوروبية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، مؤكدة على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات لحل القضايا العالقة. إلا أن المشهد الحالي يشير إلى أن الأطراف المتصارعة تستعد لمزيد من المواجهات، مما يثير القلق بشأن مستقبل المنطقة وما إذا كانت ستشهد جولة جديدة من الصراع الدموي.