الأولوية للمساجد أم للمستشفيات والمدارس والشغل؟؟؟

العرائش نيوز:

بقلم: رشيد بوغابة

في عز الأزمة الوبائية لفيروس كورونا وما يعيشه المغاربة عامة وطنيا وساكنة العرائش خاصة من رعب حقيقي،  هذا الرعب الذي أصاب العالم بأسره وأصبح يهدد الأنسانية جمعاء يذكرنا بالأوبئة القاتلة التي كادت تنهي البشرية خلال القرون الماضية، أخطرها كان  وباء الطاعون الأسود الذي عرفه العالم خلال القرن 14 الميلادي، حيث مات أكثر من ربع ساكنة الأرض. وكذلك وباء الأنفلووانزا الإسبانية سنة 1919  التي حصدت أكثر من عشرين مليون نسمة.  كما نذكر كذلك الوباء الذي تعرض له المغرب خلال القرن  18 م،  الذي كاد أن يفرغ  البلاد من سكانها. الآن العالم مهدد من جديد وكذلك المغرب بكارثة حقيقية،  والامر ليس من باب التهويل، بل هو اعتراف من أعلى سلطة بالبلاد كون المنظومة الصحية المغربية متهالكة  وغير مؤهلة لمثل هذه الكوارث خصوصا مع ما يجري لدى جيراننا الأوربيين.

في ظل  هذا الوضع الخطير،  وبينما أمر قرب مشروع المركب الديني الضخم المقدر بالملايير المتواجد بمدخل المدينة أمام إقامة عامل الإقليم بالعرائش، تبادر الى ذهني تساؤل حول لمن تعود الأولوية؟ هل هي للمدارس والمستشفيات والمعامل، أم للمساجد؟؟؟  هذا الموضوع يثار دائما حول الإضافة النوعية التي سيقدمها أي مسجد، خصوصا وأن هناك فائض في المساجد ونقص في التعليم والصحة والشغل، ذلك أن دور المسجد كان جد مهم في السابق، حيث كان مكانا للدراسة والعلم، كما كان مسكنا للعابرين وطلاب العلم ومَن هُم دون مأوى، وكذلك كان مقرا لاستقبال الوفود والزوار.  الآن، ومع التحولات الكبيرة للحياة، فقد أصبحت المساجد  مجرد مكان خاص بالعبادة فقط، ذلك أن الاستثمار في العلم وفروعه وتطوير قدرات الإنسان في مواجهة الكوارث والأخطار بقوة العلم والتكنلوجيا أصبحت ضرورة ملحة، وليس ما يروجه البعض الذين يختزلون التقرب من الله في المساجد ودور العبادة، بل كل عمل صالح عبادة…( بناء مدرسة أو مستشفى أو دار أيتام أو داخلية أو ملعب أو مكتبة او مسرح أو مصنع …) وتقرب من الله تعالى أكثر من بناء المساجد المتوفرة بكثرة مقارنة مع ما يحتاجه عباد الله… والصلاة يمكن أن تكون في أي مكان طاهر…( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ  ) سورة البقرة الأية 115 . بل حتى علماء الدين والفقهاء في فقه الأولويات الشرعي يؤكدون على ما ذكرناه .

   من هنا يحق لنا اليوم التساؤل عن أية إضافة نوعية سيقدمها ذلك المركب الديني لساكنة المدينة والإقليم، في المقابل لو كان هذا المركب طبي استشفائي، فإنه سيقدم الشيء الكثير في ظل مستشفى إقليمي محدود الطاقة الاستيعابية،  ويعد وجهة ومقصد لقرابة أكثر من نصف مليون إنسان بكامل إقليم العرائش بالإضافة إلى المناطق. اليوم، والناس محاصرون داخل بيوتهم، مذعورون وخائفون مع ما يُبَث كل يوم حول ما يحدث بالعالم من وفيات وانتشار للوباء الذي أصبح عدوا غير قادرين من الحد من خطره المتزايد، لا تنفع معه شجاعة الجنود ولا قوة السلاح ولا الاقتصاد، و لا دجل الرقاة  والمشعوذين،  ولا الخرافة، ولا تقوى وورع المهرجين وتجار الدين والظلام، بل يُعوَّل على العلم والعلماء وما سينتجونه في المختبرات من أدوية  ولقاحات. في هذا السياق، نشير إلى يوم أُعلن عن اشتباه بإصابة بفيروس كورونا بالعرائش، يوم قدم مهاجر من إسبانيا في حالة سيئة إلى المستشفى الإقليمي لالة مريم،  حبست كامل المدينة أنفاسها لقرابة اليومين، بينما أرسلت عينة من لعاب المريض إلى مختبر بالرباط يستقبل عينات جهة الشمال كاملة، بالإضافة إلى الرباط والقنيطرة، ألم يكن من الأولى أن يكون لنا مختبر بالمدينة أو بالإقليم عوض منشآت لا تقدم أي إضافة علمية ؟ فالعالم بعد وباء كورونا لن يكون كما كان سابقا.  لذلك علينا تأمل هذه الجائحة، وترتيب الأولويات بإنشاء المعاهد العلمية والمراكز البحثية  بعيدا عن الجهل والأمية والخرافة، وتخصيص ميزانيات مهمة للتعليم والصحة والشغل كأولويات أساسية  للمواطنين في هذا الوطن العزيز.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


شاهد أيضا
تعليقات
تعليق 1
  1. جميلة يقول

    لا أعرف نية صاحب المقال من كتابته هذه و لكن كل ما أستطيع قوله و في هذه الظروف أنك لو نظرت حولك قليلا لوجدت أن كثيرا من الأماكن يجب اغلاقها – و كان الأولى عدم فتحها أو بنائها أصلا – قبل أن تتحدث عن المساجد. و كان الأولى أن تدعو الى اعادة تفعيل دورها كما كانت في السابق .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.