افتتاح مهرجان ثويزا بطنجة.. والطاهر بن جلون أول ضيوفه

العرائش نيوز:

متابعة من طنجة

بحضور جماهيري متميز، نوعا وعددا، شهدت مدينة طنجة، مساء يوم الخميس 28 يوليوز 2022، انطلاق فعاليات “مهرجان ثويزا” في دورته السادسة عشر، الذي ينظم تحت شعار”ما زال على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.

حفل افتتاح المهرجان، الذي احتضنته إحدى فنادق عاصمة البوغاز، تميز بكلمة افتتاحية لإدارة المهرجان، التي أكدت فيها على أهمية الدورة الحالية وتميزها، بكونها دورة العودة والتحدي والاستمرارية.

  • دورة العودة بعد توقف اضطراري دام سنتين، بسبب جائحة كورونا، وما تسببت فيه من شلل تام لكل الفعاليات ذات الاستقطاب الجماهيري، خاصة الأنشطة ذات الطابع الثقافي والفني.
  • دورة التحدي للركود والجمود والاغلاق والانغلاق.
  • دورة الاستمرارية وترسيخ لفعل ثقافي وفكري وفني، تم التأسيس له بنية الاستمرارية والبناء والتراكم، لا الهزيمة والاستسلام والانقطاع.

هذا، وقد تميز حفل الافتتاح أيضا بتدشين معرض للكتاب، بمشاركة ثلاث دور للنشر هي “أكورا للنشر والتوزيع” “سليكي أخوين” من مدينة طنجة، و”منشورات باب الحكمة” من مدينة تطوان. التي قدمت اخر الكتب والمؤلفات التي أشرفت على طباعتها ونشرها.

بالإضافة لرواق خاص بالصور الفوتوغرافية لنمط آخر من فنون الحياة، من أعماق شواطئ مدينة الحسيمة، جوهرة البحر الأبيض المتوسط، التقطها المصور الشاب صابر الطيبيوي وعنونه متفائلا ومتحديا بـ: ” تحت الماء.. ما يستحق الحياة أيضا”.

كما كان للصناعة التقليدية النسائية بالجهة ركنا معتبرا ضمن فقرات فضاء العرض بفندق أمنية بويرتو، الذي يحتضن كل فعاليات الدورة السادسة عشر للمهرجان من ندوات ومعارض متنوعة.

وقد أبت مؤسسة المهرجان، وإدارته الشابة، الا أن تحتفي مرة أخرى بكل الأسماء والقامات الفكرية والأدبية والفنية والسياسية التي سبق لها المشاركة في مختلف اللقاءات والندوات التي برمجت على مدار ستة عشر سنة الماضية من خلال معرض “هؤلاء مروا من هنا..”

هذا، وقد عرف حفل افتتاح فعاليات مهرجان ثويزا، الذي تشرف على تنظيمه “مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية” بطنجة، من 28 الى 31 يوليوز الجاري، بفندق أمنية بويرتو بطنجة، عرف حضورا جماهيريا مهما، سواء من طرف رواد المهرجان الأوفياء، الذين واكبوا ميلاده منذ أولى دوراته، قبل أزيد من عقد ونصف من الزمن.

أو ممن ساقهم شغف الفعل الثقافي والفكري للقدوم لأول مرة للاطلاع على هذه التجربة المتميزة والمتميزة ضمن خريطة التظاهرات الثقافية والفكرية والفنية الكبرى على الصعيدين الجهوي والوطني.

هذا، وما إن انتهى حفل الافتتاح، حتى غصت قاعة الندوات، بجمهور ورواد المهرجان لمتابعة أولى ندوات الدورة الحالية، التي افتتحها الروائي والقصاص والأديب والفيلسوف والشاعر الفرنكفوني المغربي، الطاهر بن جلون، أصيل فاس، صقيل فضاءات طنجة الدولية، وخريج المدرسة الفرنسية بذات البحرين، المولوع بعوالم الفولكلور والغرائب والعجائبيات. العاشق للفرنسية، المتمرد على قرار التعريب لسنة 1971، أستاذا الفلسفة برباط الستينات، ودارس علم النفس في باريس السبعينات، والكاتب الصحفي مع لوموند الفرنسية، وقبلها أنفاس المغربية، مؤلف: “مأوى الفقراء”، و”حرودة” و”موحى الأحمق” و”موحى العاقل”، و”تلك العتمة الباهرة” و”طفل الرمال”، “ليلة الخطأ” “صلاة الغائب”، و”ذاكرة المستقبل”، و”في غياب الذاكرة”، و”الحب الأول هو دائما”، وطبعا رواية “ليلة القدر” التي أهلته لنيل جائزة “غونكور” الفرنسية.

الطاهر بن جلون ساح بذاكرته لعوالم وفضاءات وأشخاص وأحداث طنجة الدولية، وما عاشته من حراك ثقافي وفني وفكري غني، بفضل التنوع الحضاري الذي تميزت به المدينة، وتلاقح مكوناتها المحلية مع من وفد إليها من كتاب وأدباء وفنانين من مختلف أصقاع العالم وجدوا فيها ضالتهم ومستقرّهم إلى حين. تحدث عن تجربته في الكتابة والنضال والاغتراب الفرنسي الكبير.. عن علاقاته وعن مجايليه  ونجاحته.. عن مساراته الإبداعية.. عن خصوصيات كتاباته وجمهوره وطبيعة تيماته.. تحدث عن كل شيء بفضل قدرة محاوره، الأستاذ والإعلامي الكبير عبد اللطيف ينيحيى، الذي نجح في استفزاز ذاكرة الطاهر بن جلون وحلبها، لتلبية لشغف جمهور مهرجان ثويزا.

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.