جورج عبد الله: أيقونة النضال الفلسطيني قد تقترب من الحرية بعد أربعة عقود خلف القضبان

العرائش نيوز:

بعد 40 عامًا من السجن، قد يرى جورج إبراهيم عبد الله، المناضل المؤيد للقضية الفلسطينية، النور قريبًا. فقد قضت محكمة تطبيق العقوبات، الجمعة 15 نوفمبر، بالإفراج المشروط عنه اعتبارًا من 6 ديسمبر، بشرط مغادرته الأراضي الفرنسية نهائيًا. ومع ذلك، أبدت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب اعتراضها على القرار وأعلنت تقديم استئناف، مما يعيد فتح الجدل حول مصير أحد أكثر المعتقلين السياسيين إثارة للانقسام.

جورج عبد الله، البالغ من العمر 73 عامًا، كان معلمًا قبل أن يصبح ناشطًا ماركسيًا ومدافعًا شرسًا عن القضية الفلسطينية. أُلقي القبض عليه عام 1984، وأدين في 1987 بتهمة التواطؤ في اغتيال دبلوماسي أمريكي وملحق عسكري إسرائيلي في باريس. عبد الله، الذي شارك في تأسيس “الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية”، ارتبط اسمه بعدة هجمات دامية في أوائل الثمانينيات، ما جعله شخصية محورية ومثيرة للجدل.

ورغم أنه كان مؤهلًا للإفراج منذ عام 1999، إلا أن جميع طلباته السابقة قوبلت بالرفض. وفي عام 2013، وافقت المحكمة على إطلاق سراحه بشرط صدور قرار طرده من فرنسا، وهو ما لم تقم الحكومة حينها بتنفيذه. هذه المرة، لا يشترط القرار الجديد صدور مثل هذا الإجراء، ما اعتبره محاميه، جان-لويس شالانسيه، “انتصارًا قضائيًا وسياسيًا غير مسبوق”.

لا تزال شخصية جورج عبد الله تقسم الرأي العام. فمن جهة، يراه أنصاره رمزًا للنضال ضد الاستعمار والصهيونية، ومن جهة أخرى، يعتبره منتقدوه أحد أبرز المشاركين في أعمال إرهابية. وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الحملة المطالبة بإطلاق سراحه زخمًا متزايدًا، حيث خرجت من دوائر اليسار المتطرف لتضم شخصيات بارزة، مثل الكاتبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب، آني إرنو، التي وصفت استمرار احتجازه بأنه “عار على العدالة الفرنسية”.

رغم الترحيب الكبير بقرار المحكمة من قِبَل أنصار عبد الله، مثل تجمع “فلسطين ستنتصر”، فإن استئناف النيابة العامة يضيف تعقيدًا جديدًا للمشهد. وصرح توم مارتن، المتحدث باسم التجمع، بأن “هذا القرار يمثل خطوة مهمة، لكنه ليس نهاية المطاف”، داعيًا إلى تصعيد الحملة لضمان عودة عبد الله إلى وطنه لبنان حرًا.

إن هذه القضية التي تمزج بين السياسة، القانون، والضغوط الدبلوماسية تعكس عمق التعقيدات في العلاقات بين فرنسا، لبنان، ومنطقة الشرق الأوسط. وما يزال مصير جورج عبد الله مرهونًا بفصول قضائية جديدة، وسط ترقب دولي حذر.


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.