العرائش نيوز:
كشفت تقارير حديثة أنه مع تراجع الطلب في الولايات المتحدة الأمريكية على الكوكايين، لجأت كارتيلات كولومبية ومكسيكية إلى أوربا وشمال إفريقيا، التي أصبحت السوق المفضلة لديها، ما دفع العصابات المنظمة إلى البحث عن مسارات جديدة للتهريب، منها موانئ المغرب.
وقالت تقارير أمريكية إن هناك “تحولا جذريا” في مسارات تهريب الكوكايين منذ صعود دولاند ترامب إلى رئاسة أمريكا، موضحة أن قناة “بنما» مثلا، لم تعد مجرد ممر ثانوي في تجارة الكوكايين، بل أصبحت قلب شبكة تهريب المخدرات العالمية، حيث تسيطر عليها كارتيلات كولومبية ومكسيكية تعمل عبر مسؤولين وموظفين فاسدين داخل الموانئ والمناطق الحرة، علما أن تهريب المخدرات عبر موانئ بنما كان محدودا، مشيرة إلى أن أكثر من 50 منظمة إجرامية تستهدف الموانئ، سواء في أوربا أو شمال إفريقيا، إذ يسيطر على المشهد كارتل «سينالوا» و»كلان ديل غولفو»، اللذان يمولان العمليات اللوجستية ويديران شبكات واسعة تمتد من أمريكا الجنوبية إلى أوربا وإفريقيا.
واستندت التقارير نفسها إلى إحصائيات تشير إلى أن أكثر من 10 في المائة من عمليات ضبط المخدرات في بنما تتم داخل الموانئ، ففي 2024، صادرت السلطات 117 طنا من المخدرات، معظمها كوكايين، علما أن العصابات تبتكر طرقا متطورة لإخفاء المخدرات داخل شحنات الفحم، والأناناس والمعدات الثقيلة، وحتى في هياكل الأثاث والأجهزة الإلكترونية، علما أن الوجهات المفضلة للعصابات تشمل إيطاليا وفرنسا وهولندا والبرتغال وبلجيكا والمغرب، إلى جانب الهند وأستراليا.
وحسب عدة تقارير فإن مسارات التهريب الكوكايين تستهدف المغرب، بسبب موقعه الجغرافي الإستراتيجي بين إفريقيا وأوربا، ما يجعله نقطة عبور مثالية، إذ يتم استغلال حركة البضائع الكثيفة في ميناء طنجة المتوسط والموانئ الأطلسية الأخرى لإدخال شحنات الكوكايين الموجهة إلى أوربا، كما تعتمد العصابات في عمليات التهريب على تقنية “التسلل الأعمى”، إذ يتم فتح الحاويات وإدخال المخدرات ثم إعادة إغلاقها بأختام مزورة، ما يجعل اكتشافها أمرا بالغ الصعوبة. ومع فحص نسبة ضئيلة فقط من الحاويات سنويا، تستمر هذه الشبكات في استغلال بعض الثغرات.
ورغم الحملات الأمنية المكثفة في بنما، مازالت العصابات تجد طرقا جديدة لتجاوز القيود الأمنية، فبين 2019 و2023، نفذت السلطات هناك 249 عملية ضبط داخل الموانئ، أسفرت عن مصادرة 110 أطنان من الكوكايين، لكن معدل التهريب مازال مرتفعا، بسبب القدرات المالية والتنظيمية الهائلة للكارتيلات، وهي الوضعية التي تزيد الضغط على المغرب لتشديد الرقابة على موانئه، خاصة مع تزايد استهدافه معبرا بديلا نحو أوربا.
خالد العطاوي: الصباح