المغرب بين سلمية المظاهرات وفوضى التخريب: من المستفيد؟

العرائش نيوز:

بقلم: أم البنين

يشهد المغرب هذه الأيام موجة من الاحتجاجات الشعبية، يقودها شباب الجيل الجديد المعروف بـ”Generation Z 212″، مطالبين بحقوق أساسية مشروعة تتمثل في التطبيب والتعليم الجيد. هذه المظاهرات، التي خرجت في طابع سلمي يومي 27 و28 شتنبر، جوبهت، مع الأسف، بعنف مفرط واعتقالات واسعة، وهو ما يتنافى مع قيم الحضارة والديمقراطية التي ينشدها المجتمع المغربي.

غير أنّ ما تلا هذه المسيرات السلمية من أحداث عنف وتخريب، من قبيل إضرام النيران في السيارات وتكسير المحلات، يطرح علامات استفهام عريضة. فهل فعلا هؤلاء الشباب الذين رفعوا شعارات الكرامة والحق في الصحة والتعليم هم من ارتكبوا هذه الأفعال؟ من الصعب تصديق ذلك. بل الأقرب إلى الواقع أن هناك “أياد خفية” استغلت أجواء الغضب الشعبي لإشعال الفوضى وافتعال الفتن، في محاولة لتشويه صورة الاحتجاجات وتبرير قمعها.

اليوم، تتجه أنظار العالم إلى المغرب، وسط مخاوف من أن يجرّ البلد نحو سيناريو شبيه بموجة “الربيع العربي” التي سبق أن تفاداها بفضل تماسكه واستقراره. المغرب ظلّ يشاد بأمنه واستقراره رغم التحديات الاجتماعية الصعبة، لكن السؤال الجوهري يبقى: من له المصلحة في ضرب هذا الأمان، وفي تحويل المطالب الاجتماعية العادلة إلى بؤرة للفوضى؟

وفي وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان تظاهرة كروية عالمية بحجم المونديال، تعلو أصوات تطالب: “لا نريد ملاعب فخمة بقدر ما نريد مستشفيات ومؤسسات تعليمية لائقة”. صوت يبدو في جوهره صرخة مشروعة، لكن الخطورة تكمن في الركوب على هذه المطالب وتوجيهها نحو مسارات تهدّد السلم الاجتماعي.


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.