العرائش نيوز:
اهتز حي بئر الشيفاء بمدينة طنجة، ظهر يوم الثلاثاء، على وقع حادثة مأساوية أودت بحياة رضيعة لم تتجاوز الثمانية أشهر، داخل حضانة أطفال، في ظروف مفجعة أثارت موجة من الحزن والغضب في صفوف الرأي العام المحلي.
وكشفت التحقيقات الأولية، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة، تفاصيل صادمة للواقعة. حيث أظهر شريط مصور مأخوذ من كاميرات المراقبة داخل الحضانة، قيام فتاة قاصر كانت تتولى العناية بالرضيعة بتكليف من مستخدمة بالمؤسسة، قبل أن تسقط منها عدة مرات، مما تسبب في الإصابات المذكورة.
تكشف التحقيقات: ثغرات أمنية ومخالفات قانونية
أبرزت هذه الجريمة عدداً من الإخفاقات والثغرات الخطيرة، حيث كشفت التحريات:
· غياب الترخيص القانوني: تأكد أن الحضانة المشتبه بها لا تتوفر على أي ترخيص قانوني لمزاولة نشاطها، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول الشروط الصحية والأمنية والمعايير التربوية المتوفرة فيها.
· الإخفاق الأمني: تسلل الفتاة القاصر إلى داخل الحضانة يسلط الضوء على ثغرة أمنية كبيرة، تطرح تساؤلات حول إجراءات الحماية والسلامة المتبعة لحماية الأطفال في مثل هذه المؤسسات.
· الجانب الاجتماعي والنفسي: تفتح الواقعة باب التساؤلات حول الدوافع والأسباب الكامنة وراء سلوك الفتاة القاصر، وما إذا كانت تعاني من ظروف نفسية أو اجتماعية استدعت تدخلاً مختصاً.
الإجراءات القانونية المتخذة والملابسات الجارية
تحرك الجهاز القضائي على الفور للتعامل مع هذه الجريمة المروعة، حيث تم:
· توقيف المشتبه بها: تم توقيف الفتاة القاصر ووضعها رهن تدبير المراقبة القانونية بتوجيهات من النيابة العامة المختصة.
· توسيع نطاق التحقيق: تم الاستماع إلى جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك مسيرو الحضانة وشهود العيان، في إطار التحقيق الشامل الذي أمرت به النيابة العامة.
· تحديد المسؤوليات: لا يقتصر التحقيق على ظروف الاعتداء المباشر، بل يمتد ليشمل تحديد كافة المسؤوليات القانونية، خاصة تلك المتعلقة بتشغيل حضانة دون ترخيص والإهمال الذي قد يكون ساهم في تسهيل وقوع الجريمة.
هذه الحادثة الأليمة تثير مجدداً قضية الرقابة على دور الحضانة ومراكز رعاية الأطفال، وتؤكد على الحاجة الملحة لتشديد الرقابة الحكومية على هذه المؤسسات وضمان التزامها بالمعايير القانونية والأمنية والصحية، لحماية براءة الأطفال وضمان سلامتهم في بيئة يفترض أن تكون الأكثر أماناً