الحمام الصغير بالمدينة العتيقة للعرائش معلمة تاريخية تعود للقرن 17

العرائش نيوز:

فضاء الحمام الصغير بالمدينة العتيقة للعرائش، الكائن عند ملتقى درب الزاوية الناصرية ودرب عقبة الحمام الكبير، قبالة ما يعتقد أنه موضع باب البحر المندثرة، والراجح أنه بني نهاية القرن 17 الميلادي على عهد السلطان مولاي إسماعيل بعد تحريره لثغر العرائش من الاحتلال الإسباني الأول لها سنة 1689م، وهنا تظهر إحدى النقاط القديمة لشبكة التزود بالمياه بالمدينة العتيقة

ويتعلق الأمر ببئر الحمام الصغير، يبلغ عمقه حوالي 25 متر، مياهه عذبة، حوالي 04 أمتار من جدران البئر مبنية بالحجارة والآجور المطبوخ، ويتوفر على فتحات عند مستويات محددة تساعد على تصريف المياه الفائضة عن حاجة البئر حتى لا تفيض وسط فضاء الحمام في أوقات ارتفاع منسوبها به …

وبناية الحمام لا تزال محافظة على شكلها المعماري الأصلي الذي بنيت على أساسه، كما أنها تعتمد في عملية تسخين غرف الاغتسال على التقنية الرومانية القائمة على تصريف تيارات الهواء الساخن تحت مستوى البناية وعند أساساتها عبر سلسلة من الممرات المقببة في شكل متاهة يتم الولوج إليها من خلال ما يعرف ب: بيت النار حيث تجري عملية تسخين المياه، وهو نموذج نجده اليوم في حمامات المسرح الروماني بالموقع الأثري ليكسوس …

البناية في ملك الأوقاف ويستغلها الصديق السعيد حروش الذي يحرص على المحافظة على عنصر الأصالة المعمارية فيها مشكورا، ومتشبث بضمان استمرارية هذه الحرفة بالمدينة العتيقة للعرائش على الرغم من تراجع عائداتها المالية أمام ارتفاع تكلفة اقتناء خشب التسخين وعزوف الساكنة والجيل الصاعد عن التمتع بالراحة التي توفرها هاته الفضاءات التي تنضح جدرانها بالتاريخ…. مع الأسف الشديد …

-شكيب الانجري فليلاح


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.