العرائش نيوز:
بناء على مقرر المجلس الأعلى للسلطة القضائية بشأن نقل قضاة من محاكم الى محاكم أخرى عدد 16/25، تقرر نقل الأستاذ محمد العربي اديري، الذي كان يشغل منصب النائب الأول لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالعرائش، الى محكمة الاستئناف بطنجة كنائب للوكيل العام للملك بها.
ومنذ التحاقه بالمحكمة الابتدائية بالعرائش شهر شتنبر من سنة 2013، الى غاية صدور قرار انتقاله، قضى الأستاذ محمد العربي اديري، ”القاضي الحكيم” أكثر من 11 سنة حافلة بالبذل والعطاء في المسؤولية القضائية كنائب لوكيل الملك، أدى خلالها مهامه بكل نجاح ووفاء وإخلاص وتجرد وموضوعية ومسؤولية وروح وطنية.
فقد كان نعم المسؤول، ومسؤولا فعالا بما تحمله الكلمة من معنى، وهبه الله صفاء النفس ورجاحة العقل ويقظة الضمير، الرجل الوقور الذي عرف بكل أوصاف النباهة والحكمة والصرامة والنزاهة والاستقامة والنبوغ العلمي والقانوني، يجمع بين اللين والحزم، متفهما ومتواصلا، من خيرة القضاة خلقا وتكوينا، يتمتع بسمعة طيبة ومصداقية عالية في تدبير الملفات القضائية، لعب دورا جوهريا في الرفع من منسوب الأداء القضائي للمحكمة من خلال الإستماتة في الدفاع عن الحق العام والدود عنه وحماية النظام العام والعمل على صيانته مع التمسك بضوابط سيادة القانون ومبادئ العدل والانصاف القائمة على صيانة حقوق وحريات المواطنين والمواطنات والضرب بقوة على من سولت له نفسه الخروج عن القانون، والأخذ بيد الضعيف وانصاف المظلوم. أعطى من قدراته كل ما يملك، لا يخشى في التطبيق السليم للقانون لومة لائم.
مكنته مؤهلاته العالية وتحليه بأكرم الشيم وأنبل الصفات، من مهارة الانصات، وسعة الصدر والحرص على توطيد علاقات الاحترام التقدير المتبادل بين مختلف مكونات المحكمة من نيله لقب الحكيم الذي يمتلك قدرة عالية على استشراف المشاكل والاشكالات واستقبالها بحلول ناجعة تحقق انسجام وتكامل أداء مكونات المحكمة.
كل هذه المجهودات الجبارة وغزارة العطاء التي تركت الأثر الطيب في مختلف العاملين بالمحكمة وفي كل أوساط ساكنة الإقليم، جعلت الجميع يتلقى خبر انتقاله بصدمة وحزن عميق، نظرا لحجم الهوة والفراغ الذي سيتركه خلفه، فطوبى لمحكمة الاستئناف بطنجة باستقبال هذا الإطار القضائي، وهنيئا له بالسمعة الطيبة والسيرة العطرة التي راكمها خلال هذه السنين.