عراك بسكاكين بين مراهقين بالعرائش.. التجارة والسياحة بالمدينة القديمة مهددة بسبب عنف “البراهش”

العرائش نيوز:

عاش التجارُ والمواطنون المارون زوالَ أمس الأحد بسوق الصغير بالعرائش حالةَ رعبٍ حقيقية، بسبب مجموعة من المراهقين (ما بين 14 و18 سنة) دخلوا في عراك دموي استعملوا خلاله الأسلحة البيضاء من سكاكين بأحجام كبيرة وأخرى صغيرة.

هذه الواقعة تُبيِّن حجمَ الأزمة التي تَنْحَدِرُ إليها المدينة القديمة بالعرائش؛ جيلٌ جديد من الشباب والمراهقين يقضون النهارَ ويُسهرون الليلَ حتى أوقات متأخرة بمدخل القبيبات وداخل أَقواس سوق صغير، لا شغلَ لهم إلا تعاطي القرقوبي ولفِّ المخدرات، وغالبًا ما تنتهي نقاشاتُهم بإشهار الأسلحة البيضاء التي لا يتحركون إلا وهي في جيوبهم.

وهو ما حصل أمس بعد أن دخل أخَوان من حي القصية في صراع مع ثلاثة من أصدقائهم من حي القبيبات، هذا الصراع الذي أُشْهِرَت فيه الأسلحةُ من الحجم الكبير، انتهى بإصابات خطيرة؛ طُعِن خلالها أحدُهم على مستوى الفخذ، فيما أُصيب اثنان على مستوى اليد بجروح استدعت تدخلًا طبيًّا عاجلًا لتقطيب هذه الجروح.

بعد هذا الصراع الدموي، حضرت عناصرُ الأمن حيث نُقِل مجموعةٌ من الأطراف للاستماع إليهم، فيما لا يزال الأخوان بطلا هذا الاعتداء في حالة فرار.

وما فاقم الوضعَ سوءًا أن ساعةَ نشوب هذا الصراع الدموي كانت حافلةً مليئةً بالسياح تقف بساحة التحرير بالمدينة، هؤلاء السياحُ – المُفترض أنهم سيَقومون بجولة داخل المدينة القديمة بالعرائش – شاهدوا عرضًا للهمجية والوحشية من قِبَل مراهقين يتخذون العصاباتَ والمجرمين قدوةً لهم.

كما سبقت الإشارةُ، المدينةُ القديمةُ وسوقُ الصغير يعيشان كسادا غير مسبوق سياحيًّا وتجاريًّا بسبب حفنة من المراهقين يتفاخرون كل يوم بهذا الفضاء المعماري التاريخي بأسلحتهم البيضاء، وبإطلاقهم العنان كلَّ يوم لموجات عنف يتخللها السبُّ بأقذع الألفاظ، الأمر الذي يدفع كلَّ زوار هذا الفضاء إلى الهروب من هذا التلوث الهمجي .

هؤلاء المراهقون والأطفال كلما دخلوا في عمليات عنف وإجرام، يجدون أمهاتِهم وأخواتِهم وراءهم يصرخن ويولولن، الأمهاتُ والفتياتُ اللواتي يستيقظْنَ منذ الفجر ويشكلن العمودَ الفقري لليد العاملة في العديد من الوحدات الصناعية بالمدينة، كما انهن العائل الحقيقي لهذه الاسر، في الوقت الذي يُحترف فيه الشبابُ المراهقون تعاطيَ المخدرات وتبادلَ العنف وإزعاجَ الساكنة إلى الساعات الأولى من الصباح، دون تعليم أو أي شغل، الأمر الذي يدفعهم للتعبير عن ذواتهم في هذا الواقع البئيس بالعنف.

المدينة القديمة بالعرائش تحتاج إلى دوريات أمن يومية لتفريق هذا الجمع الذي لن ينتج إلا العنفَ والإجرام، يجب على الأمن التعاملُ بكل حزم لحماية هؤلاء المراهقين من أنفسهم قبل التفكير في حماية المجتمع وفضاء المدينة القديمة منهم.

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.