العرائش نيوز:
في مشهد يكشف عن جرأة شبكات المخدرات ودهائها، أحبطت عناصر الدرك الملكي ببني شيكر، التابعة لجهوية الناظور، السبت الماضي، محاولة تهريب كمية كبيرة من الحشيش، تمت في محيط المركز «رقم 46»، التابع للقوات المساعدة.
ونفذت العملية في الساعات الأولى، من صباح السبت الماضي، وأسفرت عن حجز رزمات ضخمة من «الشيرا»، كانت معدة للتهريب عبر المسالك الساحلية الوعرة، التي تنشط فيها شبكات التهريب الدولي مستفيدة من صعوبة التضاريس وقربها من نقط الحراسة الرسمية.
وحسب مصادر ميدانية، فقد تحركت عناصر الدرك بناء على معلومات دقيقة، لتقوم بالتنسيق مع القوات المساعدة في تحديد مكان الشحنة، وتوقيفها قبل أن تشق طريقها نحو الضفة الأخرى، في ما يرجح أن تكون أوربا الوجهة النهائية لها.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن العملية مرتبطة بشبكة منظمة تنشط في مجال التهريب الدولي للمخدرات، إذ تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد هوية المتورطين ورصد امتدادات الشبكة.
وتأتي هذه العملية في سياق تصاعد لافت في تحركات شبكات التهريب قرب مراكز القوات المساعدة، في محاولة للتحصن بمحيطها والتمويه على أنشطتها، ما يطرح تحديات أمنية متزايدة تستدعي يقظة دائمة وتنسيقا محكما بين مختلف الأجهزة المعنية.
ولا تنفصل هذه الواقعة عن الموقع الجغرافي، الذي يطبع منطقة بني شيكر، التي تحولت إلى بؤرة نشطة لعمليات التهريب، بفضل موقعها الإستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط، فمع تشديد الخناق الأمني على السواحل الشمالية، اتجهت العديد من الشبكات الإجرامية إلى هذه المنطقة التي تعد أقل رقابة، مستغلة تضاريسها الصعبة وفترات الليل وهدوء البحر لنقل الشحنات أو المهاجرين، باستخدام زوارق سريعة مجهزة بتقنيات متطورة.
وتؤكد مصادر محلية أن موانئ سرية في بني شيكر لا تستخدم في تهريب المخدرات فقط، بل تحولت إلى نقاط انطلاق لعمليات تهجير البشر، خاصة بعد أن سلطت بعض التقارير الضوء عليها، ما أدى إلى توقيف أنشطتها مؤقتا، قبل أن تعاود الاشتغال بشكل أكثر تنظيما، وتضم بعض الفيلات القريبة من الشواطئ مخازن تحت أرضية تستغل لتخزين كميات من الحشيش أو لإيواء المهاجرين، قبل تهجيرهم نحو الضفة الأخرى.
وتلجأ هذه الشبكات إلى أساليب تمويه دقيقة، بينها استعمال شاحنات لنقل البشر سرا، إلى جانب الزوارق المطاطية المتطورة، القادرة على عبور المتوسط في وقت وجيز.
ورغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات، تبقى بني شيكر واحدة من أبرز النقاط السوداء في خارطة التهريب، نظرا لطبيعتها الجغرافية الوعرة وتعدد الخلجان الصغيرة، التي تسهل تحركات المهربين بعيدا عن الأنظار.
الصباح : خالد العطاوي