العرائش نيوز:
في خطوة غير مسبوقة على مستوى علاقات الشغل في القطاع الفلاحي بإسبانيا، أعلنت مجموعة من العاملات المغربيات الموسميات، العاملات في جني الفواكه الحمراء بإقليم هويلفا، عن تأسيس أول نقابة مستقلة خاصة بهن، في سابقة تسلط الضوء على أوضاع هذه الفئة داخل نظام التعاقد في الأصل (GECCO).
وقد تم تسجيل هذه البنية النقابية رسميًا في فاتح ماي 2025، بدعم من نقابة العمال الأندلسيين (SOA) وتحت إشراف تحالف “عاملات هويلفا في النضال” (Jornaleras de Huelva en Lucha)، الذي يقود منذ سنوات جهودًا للتوعية والتمكين القانوني للعاملات الموسميات.
النقابة الجديدة تُعد أول إطار تمثيلي يتم تأسيسه من طرف عاملات مغربيات مهاجرات يتم انتقاؤهن سنويًا من المناطق القروية في المغرب للعمل في الضيعات الإسبانية، في إطار نموذج للهجرة الدائرية يستثنيهن منذ سنوات من أي تمثيل نقابي أو حماية قانونية حقيقية.
ويأتي هذا التحول التنظيمي بالتزامن مع تحرّك قانوني يُوصف بالتاريخي، إذ تم الإعلان عن أول دعوى قضائية ضد الطرد التعسفي، تقدمت بها عاملة مغربية من بلدها، بعد أن تم استثناؤها من الاستدعاء للعمل في الموسم الحالي، رغم توفرها على عقد عمل دائم-متقطع وبطاقة إقامة سارية المفعول لأربع حملات. وقد حُددت جلسة للصلح بمركز الوساطة بهويلفا في 22 أبريل المنصرم.
وتعتبر هذه المبادرة مؤشراً على بداية استراتيجية جديدة للدفاع عن الحقوق العمالية للعاملات الموسميات من داخل بلدهن، ما يشكل تحدياً حقيقياً للنظام القائم، الذي طالما عرقل إمكانية التقاضي أو المطالبة بالحقوق بعد انتهاء المواسم وعودة العاملات إلى المغرب، كما يشير القائمون على هذه المبادرة إلى أن العديد من العاملات تم استبعادهن من العمل رغم توفر الشروط القانونية، دون أي تبرير أو إخطار، مما يعد –حسبهم– شكلاً من أشكال الطرد المقنّع.
وتؤكد النقابة الوليدة أن هذه الخطوة تشكل نقطة تحول مفصلية في مسار العلاقة بين العاملات الموسميات والمؤسسات المشغّلة، داعية إلى مراجعة شاملة لآليات التعاقد وضمان التمثيل النقابي والحماية القانونية الكاملة للعاملات.