مصطفى البراهمة مسار مناضل ثوري وهب حياته للنضال حتى الهزيع الأخير

العرائش نيوز:

الكلمة التي تليتها باسم العائلة في جنازة الفقيد مصطفى براهمة بمقبرة جوالة باولاد صالح.
ازداد المصطفى براهمة سنة 1955، بدوار جوالة ولاد صالح، بإقليم برشيد، احتضنه عمه، الذي قضى معه طفولته حتى بلوغ سن التمدرس، ثم انتقل إلى الرباط، وبعد ذلك إلى الدارالبيضاء، حيث أكمل دراسته الثانوية، وخلال هذه الفترة ، أي في بداية السبعينيات ، انظم إلى النقابة الوطنية للتلاميذ التي كانت تنشط بشكل سري، وبعد اجتيازه شهادة الباكلوريا علوم رياضية وثقنية، سيحط الرحال بالمدرسة المحمدية للمهندسين سنة 1973، لما كان الرفيق ابراهام سرفاتي مديرا لها ، في هذه المدرسة, ترعرع على تشرب الفكر الماركسي- اللينيني، وتم انضمامه إلى منظمة إلى الأمام، ونتيجة نضاله في إطار طلبة الجبهة التقدمية المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب التي كانت تحت تأطير المنظمات الماركسية- اللينينية،سيتم اعتقاله سنة 1976, في سياق الحملة الشرسة على منظمات الحركة الماركسية اللينينية ، وقد قضى بسجن البيضاء سنة وسبعة أشهر وأطلق سراحه سنة 1978 تحت طائل عدم المتابعة، وعاد مرة أخرى لاستكمال دراسته الجامعية بالمدرسة المحمدية للمهندسين ، وساهم بقوة في تأسيس فصيل الطلبة القاعديين، ولما قامت منظمة إلى الأمام بتقييم تجربتها ، من خلال نقد الطابع التكتيكي للطليعة الثورية التي يتزعمها التلاميذ والطلبة، والعمل على التوجه مباشرة إلى الطبقة العاملة، كان الفقيد أحد المبادرين إلى ترجمة هذه الخطة منذ سنة 1979, بعدها تخرج كمهندس سنة 1980، وتم تكليفه بالاشراف على مشروع بن امسيك السكني في إطار مبادرة الدولة للقضاء على مدن الصفيح، وقد قاد منظمة إلى الأمام في أحلك الظروف التي تميزت بقمع شرس، حتى اعتقاله في خريف سنة 1985, حيث حوكم ب20 سنة نافذة ، وخلال فترة سجنه تحمل مسؤولية التفاوض مع الإدارة إلى جانب رفاق من مجموعتي 16و 15، ورفاق ٱخرين جدد، وتمكن من الحفاظ على وحدة مجموعات المعتقلين السياسيين، في جو من التعايش السلمي ، وبعد استصدار قرار العفو الملكي على المعتقلين السياسيين سنة 1994، انخرط من جديد في إعادة شمل اليساريين الذين كانوا مشتتين بسبب القمع ، وعندما انقسم الرفاق، بادر صحبة عدد من الرفاق والرفيقات إلى تأسيس النهج الديمقراطي في خريف سنة 1995، والتحق في أواخر التسعينيات بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث انتخب عضوا في مكتبها التنفيدي، وخلال سنة 2004 ساهم في تأسيس التجمع الديمقراطي اليساري لتجسيد الطابع الوحدوي لقوى اليسار،كما انتخب نائبا للكاتب الوطني في ولايتين من سنتين 2004 و2008, ثم انتخب كاتبا وطنيا خلال ولايتين سنتي 2012 و 2016, وبعد تغيير إسم التنظيم في المؤتمر الخامس سنة 2022 تحت إسم حزب النهج الديمقراطي العمالي ، انتخب عضوا في لجنتها المركزية، وظل مواكبا النشاط السياسي ، مواضبا على الحضور في اجتماعات اللجنة المركزية حتى أقعده المرض اللعين عن ذلك.
هذه مجرد فترات من عمره السياسي ، لكنها كانت حافلة بالعطاء والتضحية ونكران الذات والاخلاص للمبادئ النضالية والدفاع عن المثل العليا للمجتمع الشيوعي البديل ، دون القفز عن شروطه التاريخية، أي عبر التدرج من النضال الديمقراطي الجماهيري إلى النضال الثوري ، عبر بناء الجبهات الميدانية والديمقراطية والثورية كحلقات متداخلة ، حتى تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في أفق بناء الإشتراكية.
-حسن الصعيب

شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.