العرائش نيوز:
عقد عمدة بلدية بارباطي الإسبانية (مقاطعة قادس)، ميغيل مولينا، أول أمس الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري، اجتماعا مع رئيس مجلس جماعة طنجة، منير ليموري، بهدف فتح قنوات تعاون جديدة وتأسيس روابط ملاحية مباشرة لتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقتين.
ويأتي هذا اللقاء، الذي وصفه مولينا بأنه رحلة قصيرة لكنها مثمرة للغاية، بفضل الوساطة الفعالة من رئيس مجلس جماعة العرائش، عبد المومن الصبيحي، التي تربطها علاقة توأمة مع بارباطي.
وحضر الاجتماع أيضا ممثلون عن الأوساط التجارية والمؤسسات الاقتصادية من كلا ضفتي مضيق جبل طارق.
وقال مولينا، إن اللقاء مع رئيس مجلس جماعة طنجة، منير ليموري، يمثل انطلاقة لمسار جديد من التعاون الثنائي بين مدينتين تجمعهما الجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة، مشيرا إلى أن الاجتماع كان قصيرا لكنه مثمر للغاية، وأنه مكن من فتح قناة تواصل لم تكن موجودة من قبل.
وأوضح مولينا أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو الرهان على نموذج تنموي مشترك بين بارباطي وشمال المغرب، مؤكدا أن هذه المبادرة تندرج ضمن سياسة الانفتاح التي تعتمدها بلديته لتعزيز حضور المدينة في الفضاء المتوسطي.
وأضاف: “نحن مقتنعون بأن التعاون مع طنجة سيسمح بخلق فرص جديدة في مجالات الاقتصاد الأزرق، والثقافة البحرية، والسياحة المستدامة.”
وأشار العمدة الإسباني إلى أن بلديته تعمل على إعداد خطة عملية لإطلاق خطوط ملاحية منتظمة بين بارباطي ومدن شمال المغرب، قائلا: “نريد أن نعمل معا في مشاريع تنموية وثقافية وبحرية توحدنا، فكما تحولت مدينة طريفة في وقتها إلى بوابة بحرية نحو المغرب، يمكن لبارباطي أيضا أن تصبح نقطة وصل رئيسية بين أوروبا وإفريقيا”.
من جانبه، رحب السيد ليموري، بالمبادرة الإسبانية، معتبرا أن هذا اللقاء يشكل لبنة أولى في مسار تعاون متكامل بين مدينتين يجمعهما التاريخ والموقع الجغرافي المشترك عبر المضيق، وأكد أن طنجة منفتحة على كافة المبادرات التي تعزز التكامل الاقتصادي والثقافي في الفضاء المتوسطي.
وأضاف ليموري أن طنجة اليوم أصبحت قطبا صناعيا ولوجستيا وسياحيا على مستوى القارة الإفريقية، وتربطها علاقات تعاون قوية مع مدن أوروبية عدة، ومن الطبيعي أن تكون بارباطي ضمن هذا الإطار الجديد من الشراكات التي نعمل على تطويرها.
وأوضح رئيس مجلس جماعة طنجة أن المجلس سيعمل، بالتنسيق مع السلطات المختصة، على دراسة إمكانات الربط البحري المنتظم بين طنجة وبارباطي، مشيرا إلى أن أي مشروع من هذا النوع سيسهم في تعزيز حركة التبادل التجاري والسياحي، وسيفتح آفاقا جديدة للشباب في مجالي الاستثمار والتشغيل.
بدوره، أكد السيد الصبيحي أن العرائش تشكل جسرا طبيعيا بين المغرب وإسبانيا، وتؤمن بأهمية التعاون بين المدن الساحلية على ضفتي المتوسط كمدخل للتنمية المشتركة.
وأشار الصبيحي إلى أن العلاقة التاريخية التي تربط العرائش ببارباطي أسهمت في بناء الثقة والتقارب، ما جعل من السهل تقريب وجهات النظر بين طنجة وبارباطي لإرساء تعاون فعال في مجالات الاقتصاد الأزرق، والثقافة البحرية، والسياحة المستدامة.
وأضاف المسؤول الجماعي أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يولي اهتماما خاصا بتطوير العلاقات مع الجوار الأوروبي في إطار التعاون اللامركزي، مؤكدا أن هذه المبادرة ستسهم في تعزيز الحضور المغربي في فضاء الأطلسي والمتوسط، وفي فتح آفاق جديدة أمام المدن المغربية للانفتاح على تجارب تنموية ناجحة في الضفة الأخرى.