العرائش نيوز:
أعطت الحكومة، اليوم الاثنين بالرباط، الانطلاقة الرسمية لبرنامج “تدرّج”، الذي يهدف إلى تعميم التكوين بالتدرج المهني بمختلف القطاعات الاقتصادية، في أفق تكوين 100 ألف متدرّب سنوياً بحلول سنة 2026.
ويُجسد هذا البرنامج، الذي تشرف عليه وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، الإرادة الحكومية الرامية إلى تنمية الرأسمال البشري، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تعزيز منظومة التكوين المهني وربطها بسوق الشغل.
وجرى خلال حفل الإطلاق، الذي ترأسه وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات يونس السكوري، وكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لحسن السعدي، توقيع مجموعة من الاتفاقيات التنفيذية الخاصة ببرنامج “تدرّج” مع القطاعات الوزارية المعنية والهيئات المكونة في قطاع التكوين المهني.
وشملت هذه الاتفاقيات قطاع الصناعة التقليدية، بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومشاركة 12 غرفة جهوية للصناعة التقليدية و4 جمعيات مسيّرة لمراكز التكوين والتأهيل في مهن الصناعة التقليدية (CFQMA).
وحسب المعطيات المقدمة، تضم شبكة التكوين بالتدرج المهني في قطاع الصناعة التقليدية حالياً 67 مركزاً و100 ملحقة، تستقبل حوالي 30 ألف متدرّب ومتدرّبة خلال الموسم 2025-2026.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضح الوزير يونس السكوري أن توقيع هذه الاتفاقيات التنفيذية يشكل “مرحلة جديدة في تنزيل برنامج تدرّج”، مشيراً إلى أن الهدف هو تكوين 30 ألف متدرّب ومتدرّبة في مختلف مهن قطاع الصناعة التقليدية. وأضاف أن هذا النظام “يسجّل نسب إدماج مرتفعة في سوق الشغل، ويعكس إرادة الحكومة في تعميم التكوين بالتدرج المهني باعتباره رافعة فعالة للتأهيل والتشغيل”، مبرزاً أنه تم رفع المنحة السنوية إلى 5.000 درهم لكل متدرّب دعماً للمستفيدين وتشجيعاً لهم على الالتحاق بمسارات التكوين.
من جانبه، أكد كاتب الدولة لحسن السعدي أن إطلاق هذا البرنامج “يمثل تجديداً للعهد مع الشباب المغربي، وإيماناً بقدرتهم على الإبداع والعطاء وصناعة مستقبلهم”، مشيراً إلى أن التكوين المهني بالتدرج “من أنجع آليات تأهيل الموارد البشرية، لما يتميز به من قرب من واقع المهنة وارتباط مباشر بمحيط الإنتاج”.
وأضاف المسؤول الحكومي أن التدرج المهني “يتيح للشباب، بمن فيهم من يتوفرون على مستويات دراسية محدودة، فرصة لاكتساب مهارات عملية حقيقية تمكّنهم من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي”.
وسيتم خلال الأيام المقبلة توقيع اتفاقيات تنفيذية إضافية مع قطاعات أخرى، من بينها وزارات الشباب والثقافة والتواصل، والتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والسياحة، إلى جانب مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT) والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (ANAPEC).
ويرتكز تنفيذ برنامج “تدرّج” على منظومة حكامة مندمجة تعبّئ مختلف الفاعلين العموميين والشركاء السوسيو-اقتصاديين، لضمان تنسيق محكم بين القطاعات الوزارية ومواكبة فعّالة للشباب، بهدف تيسير ولوجهم إلى التكوين المهني الملائم لاحتياجات سوق الشغل.
ويأتي إطلاق هذا البرنامج في إطار خارطة الطريق من أجل التشغيل التي اعتمدتها الحكومة في فبراير 2025، والتي تروم جعل التكوين بالتدرج المهني إحدى الركائز الأساسية للسياسة الوطنية في مجال التشغيل، ودعامة لتحقيق الإدماج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية المستدامة بالمملكة.
