العرائش نيوز:
كشفت تحقيقات أولية داخل مفوضية إقليمية بأصيلة عن قضية أخلاقية ومهنية مثيرة للجدل، يتورط فيها موظف اتُّهم بممارسة “حرب ظلال” لسنوات عبر كتابة تقارير ورسائل مجهولة الهوية تسببت في الإضرار بزملائه.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الموظف المعني شكّل على مدى سنوات “خليّة إيذاء” منفردة، حيث كان يوجه تقارير مشبوهة إلى مصاف إدارية مختلفة، حاملاً بين طياتها مزيجاً من “المعطيات المغلوطة” و”الاتهامات المبطنة”. لم تكن هذه التقارير حبراً على ورق، بل تحولت إلى أدوات فتاكة في بيئة العمل، تسببت في أضرار مهنية ومعاناة إنسانية لعدد من الموظفين، وبلغ الأمر في بعض الحالات حد اتخاذ قرارات تأديبية غير عادلة في حقهم بناء على هذه الوشايات.
سجل حافل عبر مدن متعددة
وكشفت التحقيقات عن مسار وظيفي ملوث، حيث أن “سيرة” الموظف لم تبدأ في أصيلة. فالمعطيات تشير إلى أنه أدى مهامه في عدة مدن من بينها طنجة والقنيطرة وسوق الأربعاء، وكرر في جميعها النمط السلوكي ذاته، ما يثير تساؤلات حول كيفية انتقاله دون محاسبة طوال هذه السنوات.
الكاميرات تكشف الحقيقة
وانكشف الأمر أخيراً في المفوضية الجهوية بأصيلة، حيث سقط “القناع” بعد عملية مراجعة دقيقة ل لقطات كاميرات المراقبة في أحد مكاتب البريد المحلية. اللقطات كانت دليلاً دامغاً يظهر تورط الموظف نفسه في إرسال تلك المراسلات المجهولة، مما شكل نهاية “مسلسل” استمر لسنوات.
توقيف مؤقت وانتظار المحاسبة
على إثر هذه النتائج، تم اتخاذ إجراء فوري بتوقيف المعني بالأمر عن العمل بشكل مؤقت. وتدخل القضية الآن مرحلة حاسمة، في انتظار استكمال كافة الإجراءات الإدارية والتأديبية اللازمة التي يُتوقع أن تكون رادعة.
هذه القضية، التي هزت الأوساط الإدارية والأمنية على حد سواء، تفتح مجدداً ملف الثغرات في الأنظمة الرقابية وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لآليات أكثر فعالية لحماية الموظفين من الممارسات غير الأخلاقية التي تقوض ثقة الفريق وتضر بصحة البيئة العملية.
