اجتماع مغربي–إسباني خلف الأبواب المغلقة…والصحراء تعيد رسم موازين القوة بين الرباط ومدريد

العرائش نيوز:

تنعقد اليوم الخميس في مدريد قمة ثنائية بين المغرب وإسبانيا برئاسة بيدرو سانشيز، في ظل تعتيم إعلامي وغياب تام لأي مؤتمر صحفي مبرمج لهذه القمة وغياب لافت لوزراء حزب “سومار”، ما يعكس حساسية المرحلة ورغبة الحكومة الإسبانية في تجنّب أي توتر داخلي خلال مسار التقارب مع الرباط. وتأتي هذه القمة امتدادا للتحول الكبير الذي بدأ سنة 2022 عندما أعلن سانشيز دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، وهو موقف تعتبره الرباط أساسا لشراكة استراتيجية متقدمة، بينما يثير اعتراضات داخل الساحة السياسية الإسبانية.

ويعقد الاجتماع بينما يواصل المغرب توسيع حضوره الإقليمي في المحيط الأطلسي عبر خطوات سيادية تشمل توسيع منطقته الاقتصادية الخالصة وطلب تمديد جرفه القاري، وهي تحركات تقلق جزر الكناري التي تخشى تأثيرها على مواردها البحرية وعلى موقعها الجيوسياسي. ويركز الجانب المغربي على تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي والطاقة والهجرة والربط التجاري، انطلاقا من ضرورة إدارة الفضاء الأطلسي برؤية منسّقة مع مدريد.

في المقابل، تزداد المخاوف في جزر الكناري من الطابع المغلق للقمة، خاصة مع احتمال مناقشة ملفات حساسة مثل الحدود البحرية وموارد جبل “تروبيك” وتدبير المجال الجوي في الصحراء. ويعتبر فاعلون سياسيون هناك أن التحول الإسباني في ملف الصحراء وضع الأرخبيل في موقع هش أمام أي تفاهمات ثنائية جديدة.

ورغم غياب مؤتمر صحفي أو بيان ختامي، تعكس القمة رغبة مدريد في حماية علاقتها مع الرباط من التجاذبات الداخلية، بينما يرى المغرب في استمرار هذه اللقاءات دليلا على ترسخ الثقة الاستراتيجية وتوجها نحو مرحلة جديدة من التعاون في الفضاء الأطلسي.

 


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.