العرائش نيوز:
سمعت وقرأت وشاهدت روبورتاجات عن الملاعب المغربية وكيف أصبحت بعد إعادة بنائها. يوم الأربعاء الماضي، شاهدت بأم عيني ملعبا جميلا، تحفةٌ هندسيةٌ تحتفل بالرياضة الشعبية الأولى في الكون. عن ملعب “الأمير مولاي الحسن” في الرباط أتحدث. كان مسرحا لأول مباراة للفريقين الجزائري والسوداني في “كان المغرب 2025”. أتمنى ألا يتعرض لتخريب، مُتَعَمَّد أو غير مُتَعمَّد، من قِبَلِ جماهير الكرة في الأشهر والسنوات القادمة.
داخل الملعب، موظفو الاستقبال: شبانٌ وشابات، رائعون ورائعات في تعاملهم الهادئ مع جمهور عَرَمْرَم، وفي حالاتٍ كثيرة مشحونٌ بطاقة احتفالية. طاقةٌ إيجابية قد تتحول إلى تشنجات سلبية.
غالبيتهُ كانت من الجزائريين والمغاربة، مع عددٍ غير يسيرٍ من أهل السودان. أهلُ النخوة والحكمة!
أما ما يُقال ويُكتَبُ ويُرَوَّجُ له، هناك وأحيانا هنا، فلم يكن حاضرا معنا يومَ الأربعاء، في ملعبٍ رقصَ على نفس الأنغام، وردد نفس الأناشيد؛ وصدح بأهازيجَ نعرفها هنا (وان.تو.ثري… الخ)، وأخرى يعرفونها هناك (سير.. سير.. سير…).
أخيرا وليس آخرا: نداءٌ لأهل الحل والعقد في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وفي كل بناية عمومية تحتضن مسؤولا أو مسؤولةً، له أو لها علاقة – مباشرة أو غير مباشرة – بتنظيم تظاهرات جماهيرية كبرى: يا سادة ويا سيدات، نردد بفخر أننا الآن في بروفة لكأس العالم 2030، وبأننا ننظم أفضل كأس إفريقية للأمم. لكن، إذا لم نضع جانبا عقلية “الهاجس الأمني” فسنرى ونقرأ عَجَباً عُجاباً، سيُبَث ويُكْتَب عن مغربنا. مع أن الأمر، في أساسه وجوهره، لا يتطلب إلا نظاما وانتظاما ومواصلات..!
وثقَة في أن الإنسان – أياًّ كان – يجب أن يُحترم وهو يقتطع من ماله مبلغا ومن وقته فسحة زمنية، لكي يستمتع بلحظة نشوة جماهيرية ويحتفل مع أخيه الإنسان.
مبلغٌ يذهب لجيوبٍ لا تقدم لنا نفسها ولا نعرفها. وفسحة زمنية يؤثثها عاشقو الكرة “علشان تطلع الصورة حلوة في التلفزيون”.
عبدالمنعم العمراني.
