تصميم التهيئة… “كعكة” أشعلت حرباً داخل الوكالة الحضرية بالعرائش

العرائش نيوز:

انعقد يوم الجمعة الماضي 19 دجنبر 2025، اجتماع المجلس الإداري العاشر للوكالة الحضرية للعرائش-وزان، وذلك بمقر عمالة إقليم العرائش، تحت رئاسة السيد الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وحضور السيد عامل إقليم العرائش ورؤساء الجماعات الترابية، وبحضور السيدة محاسن بركة مديرة الوكالة الحضرية طنجة ومديرة الوكالة الحضرية للعرائش – وزان بالنيابة.

هذا الاجتماع الذي جاء في توقيت حساس يطبعه الترقب والكثير من الأسئلة المفتوحة، تبتدئ بتأخر إخراج تصميم التهيئة بالعرائش ولا تنتهي بتأخر تعيين مدير جديد للوكالة الحضرية العرائش-وزان بعد إحالة المدير السابق على المعاش، ما خلف شغوراً في هذا المنصب لقرابة الثمانية أشهر.

الكل يعلم أن حال الوكالة الحضرية بالعرائش لم يكن جيداً في عهد المدير السابق، إذ بلغ الصراع أشده بينه وبين أطراف معينة داخل الوكالة، هذه الأطراف التي كانت ترسم صورة المدير السابق وكأنه هو الشيطان الأكبر والمتسبب في عرقلة التعمير بالمدينة، وقد خرج هذا الأمر للعلن من خلال بيانات اتهمت إدارة الوكالة بالتواطؤ مع لوبيات الفساد ومافيا العقار بالمدينة بصراحة ووضوح.

واليوم، وبعد مضي زمن على خروج المدير السابق، هل تحسن وضع الوكالة؟ الواقع يحكي العكس، الوكالة دخلت في فوضى أكبر، عدم الانضباط واضح داخل الإدارة، استعمال سافر لسيارات الإدارة ومقدراتها خارج اوقات العمل، وغياب العديد من الموظفين عن مكاتبهم يثير امتعاض المواطن، هذا غير “اللعب الكبير”، إذ أصبحت حاجات أصحاب التجزئات والمشاريع العقارية الكبيرة تقضى بسرعة البرق والتوقيع أسهل ما يكون بدعوى تبسيط المساطر ودعم المستثمر، بينما طلبات المواطن الصغير صاحب الـ 50 متراً مربع يمكن أن تؤجل إلى أن يتم تعيين مدير جديد وسير ضيم.

لا نقول إن عهد المدير السابق كان وردياً، كيف نقول ذلك وهو من أشرف على إنجاز الجريمة العقارية المتمثلة في تصميم التهيئة التكميلي سنة 2018، هذا التصميم الذي خيط على مقاس لوبي العقار في المدينة، فجعل من منطقة شارع محمد بن عبد الله ومحيط “اوطيل الرياض”منطقة عمارات سكنية R+6، تخيل ان الزنقة الواقعة خلف سينيما ابنيدا والتي لا يبلغ عرضها 8 أمتار مخصصة للعمارات، هذا الأمر طرح إشكالاً كبيراً على المواطنين بالمنطقة، مواطن لديه قطعة أرضية تبلغ 150 متراً مربعاً أو بناء قديم يريد هدمه وإعادة بنائه، تخبره الوكالة بأن تصميم التهيئة يفرض عليه بناء عمارة من ستة طوابق حسب التصميم، “بسم الله ونا كرهت” لكن لا يمكنك بناؤها! ..علاش؟ حيت خاص يكون عندك قطعة أرضية من 400 متر فما فوق! والحل؟ سير تبع مدير الوكالة السابق والمهندس لي جابو معاه.

هنا تكمن خطورة تصميم التهيئة هذه الوثيقة التي كانت تمر حسي مسي وتجعل من بعض الموظفين والسماسرة والمضاربين أغنياء بين ليلة وضحاها، هذه الوثيقة هي من أشعلت الحرب في الوكالة طوال الخمس سنوات الماضية، بين مدير يريد أن ينفرد بإخراج تصميم التهيئة على عينه وبتنسيق مع صديقه المهندس، وأطراف داخل الوكالة لا تريد أن يمر تقسيم هذه الكعكة الكبيرة التي لا تأتي إلا مرة كل 10 سنوات دون أن يكون إصبعها فيها، الصراع بين هذا وذاك هو ما عرقل إخراج تصميم التهيئة وعطل التنمية في المدينة لخمس سنوات.

اليوم وحسب أقوال المطلعين على أمور التعمير بالمدينة، فإن الأطراف إياتها داخل الوكالة استغلت الشغور بوزارة الإسكان وانكباب المديرة بالإنابة على حل الأزمات العقارية بطنجة، كما تؤكد نفس الأطراف على أن هذه الأخيرة لا تريد التعامل مع بعض الأسماء داخل وكالة العرائش، كل هذا يجعلنا أمام أجواء مسمومة داخل إدارة الوكالة الحضرية بالعرائش، هذه الأجواء لا يمكن أن تنتج أي شيء غير الخراب ومزيد من التشويه والتعطيل لمصالح المدينة.

اليوم، وبعد مضي ثمانية أشهر، يتبين بالملموس أنه لم يكن قرار عدم التمديد للمدير السابق وإحالته على المعاش إلا نصف الحل، والنصف الثاني للحل ولكي تستعيد إدارة الوكالة الحضرية عافيتها لا مفر من التخلص على الأقل من رأسين يرهنان سياسة التعمير بمصالحهما الضيقة، الوكالة الحضرية العرائش تحتاج إلى تجديد أطرها خصوصاً وأن أحد كبار المسؤولين بها غير مؤهل بحكم تكوينه العلمي.

عودة إلى اجتماع المجلس الإداري العاشر للوكالة الحضرية للعرائش، كانت أهم مخرجاته هو تعهد الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بتعيين مدير جديد على رأس الوكالة في أجل لا يتعدى شهراً من اليوم، أفلحنا إن صدق.


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.