ظلال أدبية (العدد الثامن) “اللين قد يعصر و الصلب قد يكسر… لحظات من الوقت الضائع”

العرائش نيوز:

بقلم: فرتوتي عبد السلام

و أظل هنا في حالة بحث عن الجديد، و يظهر لي أني كنت هناك في نفس الصف ونفس اللحظة متمكنا من حالات جديدة من الفهم الذي يصيبني بكل أنواع  الاستيعاب الدقيق للمرحلة الجديدة. و يكون علي أن أنصت جيدا لبقية القصة. وتكون لحظات أخرى، أفهم بها كل شيء. ومع أني هنا لم أذكر أي شيء، ولم أستطع فهم كل الحالات فقد هالني ما صار مع بقية الأيام. فكأنه المساء وكأنه الطريق الجديد. ولا تكون الكلمات إلا علامة  جديدة في هذه اللحظة بالذات، ويمضي الطريق إلى هنا وكأنه قد انفصل عن آخر لحظاته، وكأنه ما عاد ينظر إلى الأيام بنفس المنظار، وكأنه قد استفاق على هدير الزمن المتكرر كل يوم. ولا يقولون أي  شيء، ولا ينهضون ولا يمرون مرور الكرام، ولا يصحبون معهم  ضجيجهم، و تكون الأيام لحظات من الانتظار البديع  للحظة القادمة في يوم ما. في كل مرة أمر فيها إلى اللحظة القادمة لأسمع وأستمع لكل ما كان قد تم تداوله في لحظات عابرة، و كأن لا شيء قد استمر آنذاك على نفس المنوال.

و كأنني هنا معك أيها الإنسان القادم من لحظات بعيدة، كأني أسمع إليك وكأنني جئت في لحظة ما وتريد أن يكون لك أمر ما. فأنت إلى الآن تقول نفس الأشياء، وتردد نفس العبارات، و لم يبق لي الكثير حتى أفهم كل شيء، فقليل من الصبر معك أيها العالم المتردد على حين غفلة. أيها الذي قال بعضا من الكلمات. وكانت كلماتك على قلتها عبارات جاءت في هذه اللحظة بالذات، و كنت أريد أن أسمع بعض العبارات على حين غرة، كنت أريد أن أكون بالقرب من كل هذا، كنت أريد أن أنصت من جديد. فأنت تعرف أنني نطقت ببعض العبارات ولم يكن علي أن أعرف المزيد، لقد استثقلت اللحظة ومررت إلى الوقت الضائع علي أن أمسك ببعض الخيوط.


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.