العرائش نيوز:
الماحيا مشروب رحيقي مغربي أصيل، ويمكن تصنيفه ضمن التراث اللامادي، كالطجين والبسطيلة والطنجية والحريرة والبيصار والتاكرا وأملو ومختلف الأطباق واللباس والموسيقى ووووو
لكن مشروب الماحيا المقطر في الغالب من التين، ومن التمر في جهات أخرى، يظل (محكورا) ومغبونا ويدخل في عداد الأنشطة السرية عند شبكة الكرابة(منتجوا هو المشروب ) …..
ولأنه كذلك ، فإن منتجيه ومسوقيه لا يخضعون إلى أية رقابة صحية، ولأنه يصنف ضمن الممنوعات فإنهم يتصرفون في كيميائه كيفما يشاؤون، بإضافة مختلف أنواع السموم التي قد تذهب الوعي، وتخلق حالة انتشاء لدى المستهلك…..
هذا المستهلك الذي هو مواطن، قدرته الشرائية محدودة، ولا يستطيع إقتناء حاجياته من متاجر مرخصة ومراقبة لأن منتوجاتها من الخمور وباقي المشروبات المشابهة غالية وتتجاوز حقيبة نقوده، ليس بسبب جودة المنتوج، وإنما بسبب الضرائب الحكومية(المعايقة) عليه فيضطر المسكين ومن أجل لحظة فرح مع الأصدقاء إلى إقتناء (ماحيا د العبر) غالبا ما تكون مغشوشة، لأن أغلب بائعي هذه المشروبات هم مواطنون من الدرجة الثانية، لأنهم لن يستطيعوا الولوج إلى أبواب التشكي، ولا هم يستطيعون الاحتجاج، لأن المواضعات المنافقة للمجتمع تمنع (أخلاقيا) عنهم ذلك، حتى نسمع في الإعلام وفاة جماعة من المواطنين متفرقين في جغرافية هذا الوطن، بسبب مشروب مسموم…..
أيها المسؤولين في الحكومة والبرلمان، أيها الصحفيين والاعلاميين، أيها الحقوقيين ونشطاء المجتمع المدني، موضوع( الشراب) أو ( الطاسة ) كما يسميه المغاربة باسم (النشاط) لم يعد من الطابوهات، ووجب على كل هؤلاء فتح نقاش عمومي يستطلع إلى بدائل شعبية توفر لهؤلاء المستهلكين البسطاء منتوجا يراعي قدرتهم الشرائية، ويوفر لهم سعادتهم المرجوة، ويحميهم من أخطار الموت، تماما كما تفكروا في أنفسكم وأنتم تسمعون رنين كؤوسكم الفاخرة الغالية الثمن، رجاء لا تكرسوا طبقية كأس سيعدل من مزاج الجميع، على أرضية الكرامة والمساواة في السعادة…
عن حائط : عبد السلام الصروخ