علم النفس المظلم ” لعالم النفس نورتون رافين”

العرائش نيوز:

رضوان الأحمدي / كاتب من برشلونة

قمت بتلخيص كتاب ،” علم النفس المظلم ” لنورتون رافين Norton Ravin, الذي قرأته بالإسبانية وقمت بتلخيصه متوسلا نفس اللغة افقا وسياقا ، والآن أحاول اكتتاب مضمونه باللغة العربية حتى أوفي بمسلمات حق الجميع في قداسة الحق في المعلومة ،خصوصا و نحن نعيش ارتباكا على مستوى الخطاب السياسي الشعبوي ،ما فتيء يحاول خرق عقولنا و التلاعب بقناعاتنا حتي نستلم في الأخير لإغراءاته المتتالية المزيفة و العازفة عن حقيقة الأشياء لُجّا و نفورا
يمكن تعريف علم النفس المظلم على أنه محاولة منهجية وصفية لدراسة الحالة الإنسانية؛ حالة المتلاعب وكذلك المتلاعب به، من أجل خلق معيار تقييمي لتقدير العلامات المحفزة لبنء حالة التلاعب كسياق يمارس فيه الإستعلاء الدهائي من اجل استغلال ضعف الضحية تحويطا.
علم النفس المظلم، كما يوحي اسمه، هي تقنيات يتم تفعيلها من قبل المتلاعب عندما يكون هناك ضحية محتملة ذات مواصفات معيبة و ملائمة قابلة للتطويع والترجيه الممنهج اصطيادا.
يركّز علم النفس المظلم على الوصف النفسي لخصائص المتلاعب، ما هي طريقة عمله؟ وما معنى تظاهره بأنه ضحية؟ وكيف يتصرف كمفترس يسعى إلى تجديد نفسه في إصراره المرضي الغير المتوازن.
إن المتلاعب السيكوباتي المقنع، ولتحقيق هدفه، يستخدم استراتيجيات مختلفة مثل تنوع المواقع، في إظهار سحر خاص و جاذبية متفردة ، تقديم الكثير من التعاطف بسخاء، للوهلة الأولى، وتبني موقف السلطة حيث يُنظر إليه كشخص ذي قناعات راسخة باعتباره عقلانيًا ذاتيًا، ويلجأ إلى ما حدده البروفيسور سيالديني كمفاهيم متأصلة في طريقة تصرف المتلاعب، ثم فصّلها في عرض شروحه الأكاديمية ، وهي:
عرّفها بأنها مفاهيم ملازمة لطريقة تصرف المتلاعب، ثم فصّلها وهي

1- المعاملة بالمثل.
2- الاتساق
3- الإثبات الاجتماعي
4- الإعجاب
5- السلطة
6- الندرة,

1- المعاملة بالمثل، أي إعطاء ما يحتاجه أو يريده الآخر والتظاهر بالقيام بكل شيء دون أنانية، بإعتبار أن جهازنا العصبي مصمم على رد الجميل.
2- الاتساق والالتزام، فالمتلاعب مصمم على كسب ولاء المقنع. فتراه يلتزم في البداية بوعوده حتى يتمكن من صخيته
3- البرهان الاجتماعي، فالمتلاعب من خلال خداعه يتخذ قراراته بناءً على قرارات الآخرين و يختلط بهم حتى لا يفضح امره
4- الإعجاب، يستخدم المتلاعب مجموعة من المجاملات والإطراء لزيادة من حجم عامل التعاطف.

5- التسلط، فهو يعتني بمظهره، يظهر ثقة بالنفس مدروسة و بطريقة مقنعة، يخفي ارتباكاته ، فيظهر وثوقية مبالغة فيها وكأنه سلعة مرغوب فيها جداً.
6- الندرة، فالشخص المتلاعب في خطاباته يرفع الأهداف من أجل تحقيق هدفه في استمالة الآخرين بمهارة، لأنه يعلم أن الناس يريدون أشياء لا يمكن تحقيقها، فيحاولون تكرار سلسلة التمثيلات الفاشلة. فتراه يفرط في تصنع السلوكات المتفردة رلكن تبدو محط اعجاب الآخرين
عادةً ما يكون للمتلاعبين صفات ذميمة ولكنهم يعرفون كيف يخفونها. فهم نرجسيون لديهم شعور بالعظمة، ويعتقدون أنهم مميزون، ويبالغون في أهميتهم، ورغبتهم في الهيمنة تجعلهم متغطرسين، ميكافيليون الترف والمواقف ، يستخدمون أي وسيلة لتحقيق أهدافهم، مرضى نفسيون، يتعاملون مع مشاعر الآخرين ببرود معين، ويفتقرون إلى التعاطف، ومتشبعون بفردانيتهم. مندفعون، ساديون، ليس لديهم لباقة صادقة و مدرة للمشاعر الإيجابية .
يلجأ المتلاعبون بالعقول إلى أساليب الإقناع التي يمكن أن نقول أو نقدر على الأقل أنها منحرفة و منجرفة الآثار النفسي . فهم يستخدمون الإغواء لاستدراج الضحية إلى شباكهم وتوريطها، فيقومون بتخويف الضعفاء بإصرار يتجلى في التهديدات العلنية أو التخويف الخفي. إنهم يحجبون المعلومات لإرباك الضعيف،، محاولين دفع الضحية إلى التشكيك في ذكرياته وتصوراته الخاصة ومن ثم تقويض ثقته بنفسه، وعزله عن بيئته من خلال غرس أنماط معينة من القناعات المزيفة، وهي الخطوة الأولى لخلق روابط جديدة قائمة على التبعية العاطفية و الاجترارية الوجدانية ….. يستخدمون التعزيز الإيجابي في شكل مكافآت وإشباع الرغبات الأولية ، ويقابل هذه الاستراتيجية، استراتيجية التعزيز السلبي الذي يحدث في المواقف العقابية كعزل او نبذ او و صم لا يكون من المرتقب ، يتم اختيار العقاب كمنهج تعزيزي ، فالناس بسبب نفورهم من العقاب يميلون إلى الامتثال لأوامر من يملكون سلطة أكبر.
يقوم المتلاعبون بإسقاط اللوم على الضحية، محاولين إضعاف وتدمير مفهوم الذات لدى المُستهدف من أجل تمرير الهيمنة وضبط الإيقاع ، يمارسون الانتقام العدواني السلبي، ويستخدمون الفكاهة العدائية الساخرة بهدف تقويض البنية النفسية للضحية.
المتلاعبون يصرخون لتخويف وترهيب المظلومين، يتحكمون في نبرات الصوت، يفعلون ذلك بقصد زيادة روافع السلطة، وفي نفس الخط يكرسون أنفسهم، في عدة لقطات، للسيطرة على عقل الأشخاص الذين يرونهم عرضة للتلاعب.
يُظهر المتلاعبون، في عملية ترسيخ سلطتهم ، حميمية زائفة، وإحساسًا مغشوشًا بالألفة لخلق ردود فعل إيجابية، وفي الوقت نفسه يتجاهلون بشكل متناقض الردود غير المرغوب فيها. إنهم يحبون توليد عدم اليقين في نفوس الآخرين من أجل تنصيب أنفسهم كمنقذين ومرجعيات جديرة بالثقة و الإحترام .
لم يشأ عالم النفس نورتون رافين في الفصل الأخير من الكتاب أن يختمه دون أن يتلطف في عرض الطرق والحلول لتجنب الوقوع في شباك التلاعب بالعقول ، لذلك ولهذا السبب يوصينا
-أن نستخدم الكثير من الفكاهة,
– أن نزيد من وعينا بأننا نملك القوة الذهنية وأن نعرف كيف نستخدمها في اللحظات الحرجة
– أن نبني احترام الذات بطريقة مباشرة، من خلال إدارة مخزوننا الانفعالي بطريقة فعالة ودؤوبة
– أن نغير الطريقة التي نتفاعل بها، وندمج التأمل كعنصر تقييمي في تمييز الخير من الشر
-أن نكون حازمين في تدبير بعض المآزق الفكرية و العاطفبة.، أن نعرف كيف نقول لا عندما يحين دورنا لقولها
– أن ننمي الاستقلالية لنكون متحكمين في حياتنا.
آمل أن أكون قد تمكنت من تلخيص ما هو مهم في كتاب “علم النفس المظلم”.

.


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.