العرائش نيوز:
شهد مهرجان مراكش السينمائي ضمن فقرة “بانوراما السينما المغربية” العرض الأول لفيلم “سوناتا ليلية”، أحدث أعمال المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي. الفيلم ينسج بمهارة قصة شاعر شاب اختار العزلة نهجًا لحياته، متجولًا في شوارع المدينة ليلاً حيث يجد السكينة في مراقبة البيوت الصامتة وحركة المارة العابرة.
لكن هدوء الشاعر ينكسر في إحدى الليالي عندما يعترض طريق فتاة تحاول الانتحار، لينقذها من براثن الموت. هذا اللقاء المصادف ينقل العلاقة بينهما إلى مستوى عميق، حيث يفتح كل منهما قلبه للآخر ويحكي بصدق عن آلامه. الفتاة، التي أرهقها الانتظار الطويل لحبيب وعدها بالزواج ثم اختفى، تكشف عن جراحها التي دفعتها إلى حافة اليأس. ومع ذلك، تنشأ بينهما علاقة إنسانية معقدة، يغلبها الحب من طرف الشاعر، لكن الأحداث سرعان ما تأخذ منعطفًا مفاجئًا.
في اللحظات الأخيرة من الفيلم، تظهر الفتاة واقفة بين الرجلين، مترددة للحظة، قبل أن تختار العودة إلى حبيبها الأول، تاركة الشاعر في مواجهة صمته الخاص ومساءلة عواطفه.
كتب عبد السلام الكلاعي الفيلم وأخرجه وأنتجه، معتمدًا على فريق فني متميز أسهم في تجسيد رؤيته السينمائية وتقديم العمل بحرفية عال
كما أبدع كل من ندى الحداوي، سعد موفق، مليكة العمري، واليزيد مدين في تقديم أداء مميز، حيث نجحوا في التعبير عن العمق الإنساني للشخصيات وصراعاتها الداخلية بحساسية فائقة.
عبد السلام الكلاعي: مسيرة سينمائية حافلة بالتأمل والتجديد
يعتبر “سوناتا ليلية” إضافة نوعية لمسيرة عبد السلام الكلاعي، الذي اشتهر بأعماله التي تجمع بين العمق الدرامي والطرح السينمائي المتجدد. قدم الكلاعي العديد من الأفلام القصيرة التي حظيت بإشادة واسعة، منها “يوم سعيد”، “سفر رائع”، “قرب فراشك” و”التوظيف”.
في سنة2011، خطا الكلاعي أولى خطواته في السينما الطويلة بفيلم “ملاك”، الذي حصد جوائز مهمة محليًا ودوليًا. تلاه فيلمه “أسماك حمراء”، الذي عزز مكانته في الساحة السينمائية بفوزه بجوائز متعددة، أبرزها جائزة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والمهرجان السينمائي الدولي ببروكسيل، وجائزة حقوق الإنسان في مهرجان كرامة الدولي.
مع فيلمه “سوناتا ليلية“، يفتح الكلاعي صفحة جديدة في مسيرته، حيث يواصل استكشاف العلاقات الإنسانية وتشابكاتها من منظور فني يحمل بعدًا شعريًا وفلسفيًا، مما يرسخ مكانته كأحد أبرز الأصوات السينمائية في المغرب.
عائلة الكلاعي عائلة فنية بامتياز تعتز بها اشداعتزار تبارك الله عليهم…