المد الجماهيري بمدينة العرائش: الحمدزشي كاتبا عاما والإضراب كأرضية للوحدة –الجزء  الرابع- (85):

العرائش نيوز:

بقلم: أبو التوأم

رغم هذه النضالات والمعارك الكبرى التي كنا نقوم بها بشكل مبدئي وبقناعة هدفها الأساسي هو الدفاع المادي والمعنوي لعموم المستخدمين والأطر، إلا أنه دائما كان يرافق عملنا من يزرع الشك ويخلق مزيدا من التوتر بين الإطار النقابي والمديرية العامة، ليس بين صفوف المستخدمين فحسب، بل وسط الأطر الذين كانوا يعتبرونه فرصة سانحة من أجل التقرب إلى المدير العام قصد الحفاظ على الامتيازات او الظفر بأخرى، بل كان من بعض الأطر من يلعب على الحبلين، إذ يزودنا ببعض الأخبار وأسرار الإدارة قصد استعمالها في ضرب الجهاز الإداري، وكانوا في نفس الوقت يبلغون المدير العام عن تحركاتنا النقابية. فرغم أن الجو العام داخل الشركة كان يظهر عليه نوعا من السلم الاجتماعي، إلا أن في العمق كانت هناك صراعات خفية أبطالها أطر اختارت التحريض والاصطياد في الماء العكر من أجل الحفاظ على قربها من الإدارة، وذلك عوض الاعتماد على الكفاءة وتجويد الخدمة في مجال اختصاصاتهم. والحقيقة أن هؤلاء “المخروضين” كانوا قد استغلوا مبادئنا وقناعاتنا المبدئية من أجل خلق فجوة وصراع مع جميع المديرين الذين حلوا بإدارة الشركة منذ تأسيسها سنة 1995 ،بدءا بالمدير بالخديم، الميناوي، بالخضرة، الزروالي، وانتهاء بزغدان. فبمجرد حلول المدير بإدارة الشركة، وبحكم تواجدهم بالطاقم الإداري، كانوا يوصون المدير العام بعدم الثقة في عملنا ووجوب اتخاذ الحيطة والحذر، وكذلك العمل على إضعاف العمل النقابي، الشيء الذي كان يوقظ حربا ضروسا بيننا وبين المدير العام لعدة سنوات مستعملين فيها عدة أسلحة نقابية، مجتمع مدني، إعلام… بهدف فرض وجودنا داخل المؤسسة. هذه الحروب التي كان يعرف المديرون بأنها مفتعلة إلا أشهرا قليلة قبل رحيل أي مدير عام، والتي ستعرف قمّتها مع السيد المدير العام حسن زغدان لأنه كان يعطي صلاحيات واسعة لرؤساء الأقسام والمصالح. هذه الصلاحيات التي غالبا ما كان يتم توظيفها عند البعض من أجل زرع الفتنة في صفوف العمال والمستخدمين. ورغم أن معركة التقاعد كانت تعتبر معركة الجميع لأن الكل كان متضررا من ملف التقاعد بما في ذلك السيد المدير العام، والتي ستكون سببا في خلق توتر مع المكتب الجامعي وبعض الكتاب العامين الذين اعتبروا انفرادنا بهذا الإضراب أمر غير محمود، وتسبب في إحراج كبير مع القواعد العمالية في باقي المدن، وسيظهر هذا التوتر جليا خلال اجتماع المكتب الجامعي الموسع المنعقد “بأولاد حدو”، اذ تعرضنا لتهميش كبير في هذا الاجتماع كان سببه قرار الإضراب بإقليم العرائش.

رغم هذه الوضعية استأنفنا نشاطنا النقابي على المستوى الوطني بكل إصرار وحزم، وحضرنا بوفد هام من مدينة العرائش المؤتمر الوطني لمتقاعدي الوكالة المنعقد بمركز الاصطياف “الحوزيه” بالجديدة يوم 15/12/2018، حيث انتُخب من داخل المؤتمر أعبد الواحد الحساني ضمن الأجهزة الوطنية.

ونتيجة للمد الذي عرفه العمل النقابي بمدينة العرائش، وأمام الالتحاقات الجديدة لعدة شباب من مختلف القطاعات، وتحت إشراف الأمانة الوطنية والمكتب الوطني للشبيبة العاملة المغربية، عقد يوم 16/12/2019 مؤتمر محلي للشبيبة العاملة المغربية بقاعة السعادة قرب المحكمة الابتدائية القديمة. وقد حضر هذا المؤتمر أزيد من 500 شاب وشابة. وسواء من ناحية برنامج هذا المؤتمر وشكله، وتنظيمه ونوع الحضور والشخصيات التي تم تكريمها، كالفنان خالد بن العزيز، والمخرج السينمائي الشريف الطريباق كمنخرطين للشبيبة العاملة إبّان الثمانينات، فقد ظل هذا المؤتمر محطة نوعية أبهرت أنظار المسؤولين الوطنيين الحاضرين، كما أن هذا المؤتمر سيضع اسم العرائش ضمن الاتحادات المحلية الفاعلة على المستوى الوطني.

استعدادا لتنفيذ الشكل النضالي الذي دعا إليه المجلس الوطني للاتحاد المغربي للشغل، وذلك تحت شعار “متشبثون بالدفاع عن حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة ورافضون لأي انتهاك للحريات النقابية”،  واستجابة لقرار الاتحاد المحلي الداعي إلى عقد جمع شعبوي قطاعي، عقدت اللجنه الإقليمية للحوار لقطاع الماء والكهرباء اجتماعا موسعا ضم كل من المكتبين النقابيين لمدينة العرائش والقصر الكبير، مناديب العمال وباقي مناضلي القطاع يوم 10 يناير 2019 قصد الاستعداد للوقفة التي حددها الاتحاد المحلي يوم 13 يناير 2018، وكذلك اعتبار هذا الاجتماع مناسبة قصد الوقوف وتقييم مرور سنة على الإضراب الذي نظمه مستخدمو لاراديل بخصوص ملف التقاعد دون أن يحقق هذا الملف أي تقدم. كما أن إدارة الشركة لم تلتزم  بمحضر الاتفاق الموقع مع المسؤولين النقابيين يناير 2018. ومن داخل هذا الاجتماع، تم التطرق إلى الفشل في التسيير الذي تعرفه بعض المصالح الحيوية بمؤسسة لاراديل، لذا طلبنا في البلاغ الصادر عن المجلس النقابي الموسع السيد المدير العام بربط المسؤولية بالمحاسبة عبر محاسبة بعض رؤساء المصالح عن عدم تنفيذ خطة العمل التي تعهدوا بها قبل تحملهم لهذه المسؤولية.

 

 


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.