فيتو” الوكالة الحضرية بالعرائش يخنق أحلام ساكنة تزروت في سكن لائق ! فهل هي مؤامرة تعمير أم صراع نفوذ؟

العرائش نيوز:

بقلم محمد الفاسي

في جماعة تزروت الجبلية بإقليم العرائش، حيث تتلاقى خيوط التاريخ والطبيعة الخلابة ، تتكشف فصول حكاية مثيرة للجدل، بطلتها “الوكالة الحضرية وضحيتها أحلام ساكنة تتوق إلى سكن لائق إنها قصة تروي كيف يمكن لمؤسسة يفترض فيها أن تكون محركًا للتنمية أن تتحول إلى “جلاد” يعرقل المشاريع ويخنق الطموحات، وسط اتهامات بالتواطؤ وخدمة أجندات سياسية ضيقة
فمنذ أن لاح شبح “مطلب تحفيظ حرم مولاي عبد السلام ” في الأفق تغيرت ملامح العلاقة بين الوكالة الحضرية بالعرائش وساكنة مولاي عبد السلام بن مشيش التابعة لجماعة تزروت. فبعد أن كانت الأمور تسير في مسارها الطبيعي، وتراخيص البناء تمنح بسلاسة نسبية، انقلب الوضع رأسًا على عقب
فالشكايات الرسمية الصادرة عن جماعة تزروت تتحدث عن “أوامر سياسية فوقية ورفض ممنهج” لجميع طلبات رخص البناء ، وكأن الوكالة الحضرية قد أصدرت “حكمًا بالإعدام” على أي مشروع سكني في المنطقة. والأدهى من ذلك، أن هذا “الفيتو” الغريب يصدر عن طرف واحد فقط، هو ممثل الوكالة الحضرية، ضاربًا عرض الحائط بآراء باقي أعضاء اللجنة التقنية، ومتجاهلًا التوجيهات الوزارية التي تدعو إلى تبسيط المساطر وتيسير التنمية.
وسط هذا المشهد الضبابي، تطفو على السطح اتهامات خطيرة، تتحدث عن “تعليمات فوقية” و”أجندات سياسية” تقف وراء هذا التعطيل الممنهج وأصابع الاتهام تشير إلى “جهات نافذة” في الوزارة الوصية، تستخدم الوكالة الحضرية كأداة لتصفية حسابات شخصية إنها صورة قاتمة لمؤسسة يفترض فيها أن تكون “محايدة”، ولكنها تنزلق إلى مستنقع “التواطؤ” و”استغلال النفوذ”، ضاربة عرض الحائط بمصالح المواطنين والتنمية المحلية
لتتحول المنطقة التي تحتضن اشهر المزارات الدينية إلى “بؤرة توتر” قابلة للانفجار في أي لحظة. والأخطر من ذلك، أن هذا الوضع يشجع على تفشي البناء العشوائي، كنتيجة طبيعية لحرمان المواطنين من حقهم في الحصول على تراخيص قانونية
فوسط هذا المشهد القاتم، ترفع جماعة تزروت صوتها عاليًا، مطالبة بتدخل عاجل وحاسم لوقف هذا “العبث” الذي يمارس ضدها. إنها صرخة استغاثة موجهة إلى عامل إقليم العرائش، وإلى كل الغيورين على مصلحة هذه المنطقة التي تستحق الأفضل.
فهل من مجيب لهذا النداء؟ وهل ستتمكن تزروت من استعادة أحلامها المسلوبة، واسترجاع مسار التنمية الذي يستحقه أبناؤها؟ أم أن “فيتو” الوكالة الحضرية سيظل جاثمًا على صدورهم، شاهدًا على قصة “مؤامرة تعمير” فصولها لم تُكتب بعد؟

ويبقى السؤال مفتوحًا حول أسرار هذا ‘الفيتو’ الغامض في ملفات البناء ؟ وهل يدفع سكان مولاي عبد السلام ثمن حسابات سياسية ؟ الايام القادمة وحدها كفيلة بكشف المزيد من الحقائق والخفايا ! ولكن الأكيد أن قضية تراخيص البناء في مولاي عبد السلام بن مشيش قد تجاوزت مجرد خلافًا إداريًا بسيطًا، لتتحول إلى صراع حقيقي على النفوذ والمصالح، يهدد بتقويض أسس التنمية المحلية وزرع بذور الفتنة بين ساكنة المنطقة .


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.