العرائش نيوز:
احمد الدافري
عندما أقول إن مدينة العرائش بهية، فأنا لا أستند على أي معيار ٱخر غير ما هو منقوش في ذاكرتي عنها من صور ومواقف وأحداث، عشتها فيها، في زمن العنفوان.
في إحدى هذه الصور، توجد صورة بيت ملتصق بصخور البحر، يطل على المحيط، يمكن الوصول إليه عبر الطريق التي تربط بين الشرفة الأطلسية (بالكون أطلانتيكو) في اتجاه المرسى.
هنا في هذا البيت، كانت تقيم سعاد.
في الفترة ما بين 1979 و 1982 كنت أتابع دراستي الثانوية في العرائش بشعبة العلوم الرياضية، في ثانوية مولاي محمد بن عبد الله التي يسميها العرائشيون الثانوية التيجيرية.
كنت حينها أقيم في القسم الداخلي.
وكان هناك تلاميذ عرائشيون يدرسون معنا في الشعبة نفسها، ينتمون إلى عائلات عرائشية معروفة وقتذاك، منها عائلة جمهور، سحنون، الحداد، وكان منهم صديق حميم لي اسمه أحمد أغمير، كان والده يضع رهن إشارته بيتا مستقلا، غير بعيد عن الثانوية، وقريب من كواطرو كامينو ومن مطعم “خاي أحمد”، وكان يستضيفنا عنده في البيت.
سعاد كانت فتاة جميلة، ترتدي التيشورتات والأقمصة نصف كم، والأحذية الرياضية، وسراويل الجينز.
كانت عيناها عسليتين، وكانت تقص شعرها في شكل ذكوري
Coupe garçon
وكانت واحدة من أولى الفتيات الشابات في شمال المغرب اللواتي اعتنقن موجة الهيبيزم،
Hippisme
فكرا وسلوكا ونمط عيش.
كانت علاقة صداقتي بسعاد قوية.
كنا لا نفترق عن بعضنا في لحظات كثيرة.
بل إنها كانت تأتي من العرائش مرارا عندي إلى بيتنا بالقصر الكبير بعد أن أصبحت صديقة أيضا لوالدتي الراحلة.
وكانت تبيت أحيانا عندنا مع والدتي في غرفتها.
اليوم، انتابني الحنين إلى العرائش البهية.
مررت بجوار بيت سعاد.
ثم مررت بالمرسى حيث يوجد المركز الثقافي ليكسوس.
تناولت الغذاء في مطعم خاي أحمد
بعد ما وضعت السيارة كي يتم غسلها في محطة للبنزين في كواطرو كامينو.
وجلست في مقهى قبالة الفابريكا ديال الطحين (الصورة) و هي واحدة من المعالم الشهيرة داخل المدينة، حيث كانت تموٌن الإقليم بأكياس الدقيق.
الله عليك يا عرائش.
كنتِ، وكنا،
وهذا ما كان.