تصاعد الاعتداءات على مراكز إيواء القاصرين المهاجرين يثير القلق في إسبانيا

العرائش نيوز:

تشهد إسبانيا في الآونة الأخيرة سلسلة من الحوادث التي تستهدف مراكز رعاية القاصرين المهاجرين، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن سلامة هذه الفئة الهشّة، ويعيد النقاش حول خطابات الكراهية التي تتنامى في المشهد العام.

ففي مدينة سرقسطة “Zaragoza”، اندلع حريق مساء أمس السبت 20 شتنبر الجاري داخل مركز رعاية الطفولة المهاجرة (Catim) الكائن بحيّ تورييرو-لا باز “Torrero-La Paz”، الأمر الذي استدعى نقل عدد من القاصرين إلى مؤسسة بديلة تابعة للمعهد الأراموني للخدمات الاجتماعية (IASS). الحريق، الذي اندلع في إحدى غرف الطابق الأول حوالى الساعة الثالثة والنصف، لم يخلف إصابات بشرية، بينما تُرجّح التحقيقات الأولية أنّ مصدره كان اشتعال النّار بسرير. الشرطة الوطنية تتولى حاليًا تحديد الأسباب الدقيقة للحادث، فيما أكدت حكومة أراغون أنّها لن تكشف تفاصيل إضافية مراعاة لوضع القاصرين المستفيدين من الحماية.

وفي غاليسيا، تعرض مقرّ جمعية “بروديمي” في بلدة مونفورتي دي ليموس، “Prodeme en Monforte de Lemos” والذي خصّصته “Xunta” لاحتضان قاصرين مهاجرين، لهجوم بعبوة حارقة تسببت في اندلاع حريق بالطابق الأرضي للمبنى. قوات الشرطة فتحت تحقيقا لتعقّب منفذي الاعتداء الذي وقع فجر السبت.

الحادثة أثارت إدانات سياسية واسعة؛ إذ أعرب الحزب الشعبي الغالي عن رفضه المطلق لأي شكل من أشكال العنف، فيما شدّد الأمين العام للحزب الاشتراكي لحكونة جاليسيا (PSdeG-PSOE)، خوسيه رامون غوميث بيستيرو، على أنّ الاعتداء “نتاج مباشر لخطابات الكراهية”، داعيا إلى مواجهة هذه الأفكار بشكل جماعي. أما حركة “سومار” فقد اتهمت حكومة غاليسيا والأحزاب اليمينية بـ”تغذية مناخ التحريض والعنصرية” من خلال توظيف ملف الهجرة في الصراع السياسي.

وليست هذه أول حادثة من نوعها، إذ سبق أن استهدف مركز لإيواء القاصرين في بلدة فاليرانا ببرشلونة خلال يوليوز الماضي بهجوم مماثل بعبوات حارقة، في واقعة يحقق فيها جهاز معلومات شرطة كاتالونيا باعتبارها جريمة كراهية محتملة.

وتكشف هذه التطورات عن واقع مقلق، يفرض على السلطات تحديا مزدوجا: تعزيز حماية مراكز إيواء القاصرين المهاجرين من جهة، والتصدي لخطاب التحريض الذي يشكل بيئة خصبة لتفشي مظاهر العنف والإقصاء من جهة أخرى.


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.