العرائش نيوز:
أعلنت كلّ من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل وحركة حماس، مساء أمس الأربعاء 08 أكتوبر الجاري، عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمهيداً لتوقيعه رسميّاً يوم الخميس في جمهورية مصر العربية. ويهدف الاتفاق إلى إنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2023، ويتضمن بنوداً تتعلق بـ إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأوضح ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، أن الاتفاق يشمل “كافة الترتيبات وآليات التنفيذ الخاصة بالمرحلة الأولى”، مضيفاً أن تفاصيله ستعلن لاحقاً.
وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الأمريكية، مؤكداً عبر منصته “تروث سوشال” أن الاتفاق “يمهّد لإطلاق سراح جميع الرهائن قريبا، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها، في خطوة نحو سلام دائم وشامل”.
من جهتها، أكدت حركة حماس في بيان رسمي موافقتها على الاتفاق، مشيرة إلى أنه “يضع حداً للحرب الإبادية ضد الشعب الفلسطيني” ويتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وتبادل الأسرى بين الجانبين. وأعربت الحركة عن تقديرها لجهود قطر ومصر وتركيا والرئيس ترامب في إنجاح المفاوضات، داعية المجتمع الدولي إلى ضمان تنفيذ الاتفاق وعدم السماح لإسرائيل بالمماطلة.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أعلن أنه سيعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس للمصادقة على الاتفاق، واصفاً إياه بـ”اليوم الكبير لإسرائيل”، وموجهاً الشكر إلى الرئيس الأمريكي على “التزامه بتحرير الرهائن ودعمه الثابت لأمن إسرائيل”.
وفي خان يونس، جنوبيّ قطاع غزة، عمّت أجواء من الفرح والارتياح بين الأهالي عقب الإعلان عن الاتفاق، حيث تدفقت الحشود إلى الشوارع احتفالاً، مرددة الأهازيج والأغاني ومطلقة الهتافات التي تعبر عن الأمل بانتهاء الحرب. كما شارك الأطفال في الاحتفالات بالرقص والتصفيق، في مشهدٍ عكس تطلع سكان القطاع إلى عودة الهدوء والاستقرار بعد شهور طويلة من القصف والمعاناة.
ويعدّ هذا الاتفاق الخطوة الأولى نحو إنهاء الحرب المدمّرة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، عقب هجوم حماس على إسرائيل، والتي تحولت لاحقا إلى عدوان إسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة، خلّف دمارا هائلا ومآسي إنسانية غير مسبوقة بعد أن شنت القوات الإسرائيلية آلاف الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف الذي استهدف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، ما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة المدعومة من الأمم المتحدة. كما تسببت الحرب كذلك في تشريد مئات الآلاف من العائلات ودمار شبه كامل للبنية التحتية المدنية، لتصبح غزة اليوم واحدة من أكثر مناطق العالم معاناةً وكارثةً إنسانيةً في انتظار وقفٍ فعلي لإطلاق النار يعيد الأمل بالحياة من جديد.