جفاف التربة يؤرق الفلاحين بالمغرب

العرائش نيوز:

رغم الأجواء المتقلبة وغياب تساقطات مطرية كافية حتى الآن، يبقى الأمل قائما لدى الفلاحين في موسم فلاحي يعيد بعض التوازن بعد سنوات من الجفاف المتتالي، وبين انتظار الأمطار وتهيئة الأراضي، تبدو المؤشرات الأولية غير واضحة المعالم، فيما يجمع الخبراء على أن المغرب يعيش مرحلة دقيقة تتطلب تدبيرا علميا واستباقيا للموسم المقبل.

جفاف متواصل وتربة مرهقة

ويرى في نفس السياق، عدد من المتتبعين أن الوضع الفلاحي الراهن لا يبعث بعد على الاطمئنان، في ظل استمرار تأخر التساقطات المطرية وبقاء درجات الحرارة غير مستقرة في أغلب المناطق.

وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا أن “ملامح موسم فلاحي جيد لم تتضح بعد، خصوصا مع بداية شهر أكتوبر الذي يعتبر شهرا حاسما بالنسبة للفلاحين”.

وأوضح أوحتيتا في اتصال مع موقع “اقتصادكم” أن “المغرب يعيش منذ خمس أو ست سنوات على وقع جفاف غير مسبوق، أفرز تراجعا كبيرا في الإنتاج الوطني، وأدخلنا في مرحلة حساسة تتمثل في جفاف التربة، وهو أخطر أنواع الجفاف بعد الجفاف المائي والهيدرولوجي”.

وأضاف أن “رطوبة التربة انخفضت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، قبل أن تعرف تحسنا نسبيا بفضل تساقطات شهري فبراير ومارس الماضيين، وهو ما شجع الفلاحين على توسيع المساحات المزروعة هذه السنة”.

بصيص أمل

ورغم الصورة القاتمة التي طبعت المواسم الماضية، يشير الخبير إلى أن “هناك بعض المناطق، خصوصا في عبدة ودكالة والرحامنة، بدأت استعداداتها مبكرا، حيث تعرف هذه الجهات تاريخيا بقدرتها على التفاعل السريع مع أولى التساقطات”.
ويضيف أوحتيتا أن “الفلاح المغربي جاهز تقنيا ولوجستيكيا لبدء الزراعة متى ما توفرت الظروف المناخية المناسبة، إذ لا ينقصه سوى عنصر المطر الذي يظل المحدد الأساسي لانطلاق الموسم”.

توصيات علمية لضمان موسم أفضل

وفي هذا السياق، شدد الخبير على ضرورة أن تتوفر وزارة الفلاحة على بيانات دقيقة حسب الجهات، لتوجيه الفلاحين بشكل أفضل عبر المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، موضحا أن “كل صنف من الحبوب يحتاج إلى توقيت وظروف مناخية محددة للزراعة، لذلك من الضروري أن تتم مواكبة الفلاحين ميدانيا وتقديم التوصيات الملائمة لكل منطقة”.

وأضاف أوحتيتا أن “الوزارة أطلقت بالفعل البرنامج الوطني للبذر المباشر، الذي يهم مليون هكتار، وهو من أهم التقنيات الحديثة التي يمكن أن تقلل من كلفة الإنتاج وتساعد على الحفاظ على رطوبة التربة، خاصة في ظل الجفاف المتكرر”.

وأوضح الخبير أن تقنية البذر المباشر تمكن الفلاح من الزراعة دون حرث التربة، مما يحافظ على رطوبتها ويجنبها التآكل، وقال إن “تجارب السنوات الأخيرة أظهرت أن التربة المغربية فقدت جزءا من خصوبتها بسبب الجفاف المتواصل، وإذا استمر هذا الوضع فسنحتاج إلى سنوات طويلة لإعادة إحيائها”.

-إقصادكم


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.