العرائش نيوز: متابعة
اعتقلت الشرطة الوطنية الإسبانية، الأسبوع الماضي مواطنا مغربيا بمطار غران كناريا، أثناء استعداده للصعود إلى طائرة متجهة نحو مدينة مراكش، وذلك على خلفية تورطه في قضية تتعلق بالاتجار في البشر وإهمال جسيم بحق قاصر.
وأفادت السلطات الأمنية الإسبانية أن الموقوف لم يكن فارا من العدالة بسبب جريمة مالية أو جنائية تقليدية، بل كان يحاول مغادرة التراب الأوروبي بعد تعمده التخلي عن ابنه البالغ من العمر عشر سنوات، وتركه دون وثائق أو رعاية داخل الأراضي الإسبانية.
وبحسب معطيات التحقيق، الذي أشرفت عليه مفوضية الشرطة المحلية بمدينة تيلدي بجزيرة غران كناريا، فإن الأب والطفل وصلا إلى الجزيرة يوم 15 دجنبر عبر رحلة جوية نظامية، وعبرا نقاط المراقبة الحدودية بشكل اعتيادي، دون إثارة أي شبهات في البداية.
غير أن تسجيلات كاميرات المراقبة داخل المطار كشفت لاحقًا مغادرتهما رفقة شخص ثالث يُشتبه في لعبه دور “مُسهِّل” العملية، وهو عنصر تعمل فرقة شؤون الأجانب حاليًا على تحديد هويته وتعقب مساره، حيث بعد مرور أقل من 24 ساعة على دخولهما البلاد، عُثر على الطفل وحيدا بمقر الصليب الأحمر بمدينة تيلدي، وأدلى بشهادة صادمة لعناصر مركز التنسيق والتدخل التابع للشرطة الإسبانية (CIMACC 091)، أكد فيها أن والده استولى على وثائقه الشخصية وتركه عمدا، مطالبا إياه بالبقاء في المكان دون أي مساعدة.
واعتبرت السلطات الإسبانية أن القضية تمثل نمطا مقلقا من الاتجار بالبشر، يقوم على استغلال الدخول القانوني إلى التراب الأوروبي من أجل التخلي عن القاصرين وتركهم تحت عبء مؤسسات الرعاية العامة، في محاولة لـ”محو الأثر” والعودة إلى بلد الأصل دون تحمل المسؤولية القانونية أو الأسرية.
وفي هذا السياق، تم نقل الطفل إلى مركز إيواء بمدينة سان بارتولومي دي تيراخانا، حيث وُضع تحت الحماية المؤقتة، لينضاف إلى فئة القاصرين الأجانب غير المرفقين، في وقت تواجه فيه جزر الكناري ضغطًا متزايدًا على بنيتها الاجتماعية ومرافق الاستقبال.
وعقب توقيف الأب قبيل إقلاع الطائرة المتجهة إلى المغرب، قررت السلطات القضائية الإسبانية إيداعه السجن الاحتياطي دون كفالة، نظرًا لخطورة الأفعال المنسوبة إليه واحتمال فراره، في انتظار استكمال التحقيقات وتحديد المسؤوليات الجنائية المرتبطة بالقضية.