بلاصا العرائش الفوضى تفوت على المدينة استثمار فضاء سياحي واعد

العرائش نيوز:

لا زال السوق المركزي بالعرائش او بلاصا تعتبر فرصة مهدرة للترويج للمدينة ، هذه المعلمة التاريخية التي يعود بناؤها الى 1924 كإحدى اهم مشاريع التوسع العمراني الاسباني خارج المدينة العتيقة بالعرائش، هي اليوم ورغم حالات الاصلاح المحتشمة لا زالت ترزح تحت وطأة الفوضى و العشوائية، السوق المركزي الذي عرف قبل اشهر تدخلا من طرف مجلس جماعة العرائش من اجل اصلاح و اعادة هيكلة قسم الاسماك ، هذا الاصلاح الذي جاء بناء على طلبات التجار وبشراكة معهم، كبد خزيمة الجماعة مبالغ مهمة دون اي نتيجة تذكر، فبعد يومين من الاصلاح عادت الفوضى الى حالها و عاد الفراشة و الباعة العشوائيين، لتعود بلاصا العرائش الى بؤسها و بشاعتها، فباعة الخضار و الفواكه لا يلتزمون بمساحات دكاكينهم ، كما ان الفوضى تمددة ليصبح بائعي الخضر وسط بائعي اللحوم و بائعي السمك في كل مكان ، في المقابل هناك العديد من المحلات في الصفوف الخلفية مقفلة بمنطق وضع اليد .

فوضى البلاصة تدفعنا للتساؤل عن السبب هل هو الخطأ المسؤولين العاجزين عن ايجاد رؤيا حقيقية لتنمية هذا المرفق ، ام ان هذا المرفق ضحية المشتغلين فيه ، من تجار وباعة الذين لم يفهموا الى اليوم ان هذا السوق من الممكن ان يتحول الى محل جدب سياحي وان تنظيم العمل داخله سيضاعف مداخيلهم و يمدد الزمن التجاري الى ساعات متقدمة من الليل ، على غرار العديد من الاسواق الاوروبية و الاسيوية التي تحولت الى مزارات سياحية، واذكر هنا سوق La Boqueria في برشلونة ،

هذا السوق الذي تحول الى واحداً من أبرز أسواق الطعام العالمية يقصده الكثير من السيّاح من حول العالم ، واصبح نقطة اساسية في المسار السياحي للمدينة ، هذا الامر تفطنت له العديد من المدن عبر العالم اذ ان سياحة الطعام و الترويج للمنتوجات المجالية و المطابخ المحلية اصبحت احدى عوامل الجدب السياحي الكبرى بالعالم ، فهل تستطيع بلاصا العرائش ان تنافس في هذا الميدان؟

ولما لا اذ كان المطبخ المحلي متشبع بالثقافة المتوسطية وهي اكثر الثقافات المرغوبة في العالم، كما ان الفضاء المحيط بالعرائش زاخر بالمنتجات المحلية الفلاحية منها و البحرية ، فمدينة العرائش المرشح الاكبر بين مدن الجهة للترويج لثقافة السوق المحلي كون تشكيلها الديمغرافي الذي يمزج بين الاندلسي و جبالة و الخلوط و الغرب بالإضافة الى حضور روافة كل هذه المكونات لها رافد نحو منتجاتها، هذه المنتجات الثقافية و الحضارية تحتاج فقط لمنصة عرض راقية و حضارية وسوق البلاصة مؤهل للعب هذا الدور الاقتصادي و الثقافي و السياحي .

ما ينقص بلاصا العرائش لتكون كغيرها ؟ النظام هذا النظام الذي ابانت الخبرة انه لا يمكن المراهنة على تجار البلاصة لتنزيله،  الرهان كل الرهان على التزام السلطات و صرامتهم في حفظ نظام السوق ، اذا ما فرضت السلطة النظام داخل السوق وضربت بيد من حديد كل من نجاوز نظام السوق بصفة مستمرة  اكيد ان سوق سينضبط ، بعدها وبقليل من الترويج سيتحول السوق الى وجهة للسياح على غرار باقي الاسواق المذكورة .

 

 

 


شاهد أيضا
تعليقات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.