العرائش نيوز:
الأستاذ حميد بلعباس
إن الشأن العام المنظم قانونا و المؤطر بضوابط تنظيمية ، للحيلولة دون وقوع انحرافات أو انزلاقات مخالفة للقوانين و اللوائح و الأنظمة الجاري بها العمل الضامنة لاستقرار المجتمع و التي من شأن عدم احترامها تهديد الأمن و النظام العام.
وفي هذا السياق فإنه يمنع منعا باتا ويحرم على النشطاء السياسيين و الفاعلين الحقوقيين ، ربط أية علاقات مشبوهة مع عصابات الإجرام المنظم ، استفادة من أمواله القذرة ، مقابل تغطية اجتماعية أو تمكينهم من اختراق مواضيع الشأن العام و توجيه الرأي العام فيما يخدم مخططاتهم ، لخلط الأوراق الأمنية ، خدمة لشبكة الفساد المنظم و أجنداته التخريبية.
إن تغول شبكة الفساد المنظم ، جعله يتجرأ على مؤسسات الدولة التي كانت إلى عهد قريب مجرد ذكر إسمها يثير الرهبة في نفوس النيات السيئة ، بهدف النيل من مصداقيتها و التشكيك في مهامها ، عبر تسخير نشطاء مغرر بهم و محدودي المعارف و المدارك ، وتجنيدهم لترويج اشاعات مغرضة و تزييف الحقائق و نشر ادعاءات تستهدف أطر الدولة و اجهزتها الساهرة على أمن الوطن ، التي تمتاز بالكفاءة و الجدية و النزاهة و المهنية ، في مكافحة الجريمة المنظمة و تجفيف منابعها، مما جعل العصابة تستشعر خطر انكشاف شبكتها بعد مباشرة الأبحاث و التحقيقات من طرف من يحملون لواء النجاعة الأمنية و اكتشاف كل العناصر و الهويات المشكلة للهرم الإجرامي.
إن أسلوب التهديد و الابتزاز المبطن ، و تجاوز كل الخطوط الحمراء و اللعب بالنار ، قد جعل حتمية الإنتقال إلى مستوى أكثر صرامة و حزم ، حماية للتراب الوطني من شر ضباع و أفاعي الفساد المنظم.
إن الفعل المقترف بإقحام اجهزة الدولة في لعبة تنافس إجرامي و صراع على المواقع ، عبر محاولة تغليط الرأي العام و نشر ادعاءات مفبركة و معلومات ملعوب فيها ، في لعبة أمنوية غبية و مكشوفة ، وتحريض يعكس تطاولا و تماديا و جرأة ، لن تمر دون حساب يليق بمكانة و ثقل مؤسسة ، تفخر بشفافية و مصداقية مهامها ، المنضبطة لواجب التحفظ و قواعد السرية منهجا و إنجازا.