العرائش نيوز: متابعة
كشفت صحيفة “إلكوفيندثيال” الإسبانية، في تقرير نشرته هذا الأسبوع، عن ما وصفته بـ”الفرار المذهل” للجنرال الجزائري السابق عبد القادر حداد، الملقب بـ”ناصر الجن”، المدير السابق للأمن الداخلي، نحو إسبانيا.
ونقل الصحفي الإسباني المختص في الشؤون المغاربية، إيغناسيو سومبريرو، عن مهاجرين جزائريين ومصادر محلية في مقاطعة أليكانتي، أن الجنرال حداد تمكن ليلة 18 إلى 19 شتنبر الجاري من الإفلات من المراقبة الأمنية المفروضة عليه، ليعبر الساحل الجزائري على متن قارب سريع ويصل إلى سواحل كوستا بلانكا بأليكانتي، بطريقة مشابهة لرحلات “الحراكة”.
وحسب المصدر ذاته، قال الجنرال فور وصوله إنه اختار الهروب لأنه كان يخشى “تصفية جسدية قبل المثول أمام القضاء”، مضيفًا أن وفاته كانت ستُقدم على أنها “انتحار”.
وأشار التقرير إلى أن حداد يعرف إسبانيا جيدًا، حيث يمتلك عقارات فيها، وكان قد لجأ إلى مدينة أليكانتي في نهاية العقد الماضي بعد عمليات التغيير التي عرفتها أجهزة الاستخبارات الجزائرية، قبل أن يعود إلى الجزائر لاحقًا ويتم تعيينه في مناصب أمنية عليا، آخرها مديرًا عامًا للأمن الداخلي سنة 2024.
ويرى التقرير أن هذا “الفرار” يعكس التنافس داخل القيادة العسكرية الجزائرية، خاصة بعد شروع حداد، وفقًا لمصادر صحفية جزائرية وفرنسية، في فتح تحقيقات مرتبطة بقضايا فساد تطال شخصيات نافذة.
وذكّرت الصحيفة بأن إسبانيا شكلت في السنوات الماضية وجهة لعدد من العسكريين والسياسيين الجزائريين، سواء للإقامة أو كملاذ عند اشتداد الأزمات، مبرزة في الوقت نفسه أن مدريد لم تسلم في السابق مسؤولين عسكريين كبار للجزائر، خلافًا لحالات جنود سابقين مثل محمد بن حليمة ومحمد عبد الله، اللذين رُحّلا إلى بلدهما حيث صدرت في حقهما أحكام قضائية قاسية.