جيل Z.. حركة شبابية بين المطالب الاجتماعية والهواجس السياسية

العرائش نيوز:

نحن في حركة Z نؤكد أن الضغط الكبير الذي نعيشه اليوم لن يثنينا عن هدفنا الأساسي في الدفاع عن مطالبنا المشروعة وحقوقنا تحت راية واحدة هي الراية المغربية، وتحت سقف واحد هو الوطن المشترك”.. بهذه العبارات اختصر شباب الحركة هويتهم وأهدافهم.

جيل Z، كما يطلق على نفسه، يرفض الاصطفاف الحزبي أو السياسي، ويؤكد أنه لا يقف ضد أحد بقدر ما يناضل من أجل مصلحة الشعب المغربي أولا وأخيرا. بالنسبة لهؤلاء، الوحدة تحت راية الوطن هي أساس قوتهم، وكرامة المواطن يجب أن تكون في صلب النقاش العمومي.

هذه الحركة التي يقودها شباب ولدوا ما بين آواخر التسعينيات وبداية العقد الثاني من الألفية، تصف نفسها بأنها صوت اجتماعي جديد لا يسمح بـ “ركوب الأمواج”. ووفق موسوعة “ويكيبيديا”، فإن هذا الجيل يتميز بكونه أول جيل نشأ في عالم رقمي بالكامل، حيث شكلت الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي جزءا من يومياته منذ الصغر، وجعلت من الفضاء الافتراضي ساحة للتعبير والتعبئة.

على صفحاتها الرقمية، تؤكد الحركة أنها مبادرة شبابية سلمية، لا تعتمد قيادة أو ناطقا رسميا، بل تسعى فقط إلى توحيد أصوات الشباب والمواطنين من أجل قضايا الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية. الوقفات التي نظمت، تقول الحركة: ليست سوى بداية لمسار نضالي طويل، هدفه تحقيق مطالب مشروعة بأسلوب حضاري وقانوني.

لكن، هل نحن أمام حركة احتجاجية قائمة الذات فعلا؟ أم مجرد تجمع رقمي لشباب متحمس دفعته الأوضاع الاجتماعية إلى الشارع؟ سؤال طرحه العديد من رواد المواقع التواصل الاجتماعي، لفهم أبعاد هذه الموجة الشبابية.

بالنسبة للمحلل السياسي محمد شقير، من المبكر حسم هوية الحركة، لكنه يضعها في سياق احتجاجات عالمية قادها شباب وطلبة ضد الحرب على غزة أو تردي الأوضاع الاجتماعية في عدة دول. ويرى شقير أن اختيار رمز “Z” يعكس انتماء جيليا مشتركا مع حركات مشابهة في إفريقيا وآسيا. لكنه يشير إلى أن حركة Z المغربية تتميز بالتشديد على سلميتها وتشبثها بالثوابت الوطنية، وهو ما يظهر في رفع العلم المغربي كشعار دائم.

شقير يضيف أن الإعلان عن احتجاجات في مدن مختلفة يومي 27 و28 شتنبر جعل السلطات تتحرك لمنعها، بل واعتقلت بعض المشاركين بدعوى غياب الترخيص. ويعتقد أن تخوف الدولة قد يرتبط بالظرفية الخاصة التي تمر منها المملكة، من ملف الصحراء، إلى الاستعدادات لتنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم 2030.

أما أستاذ القانون الدستوري عبد الحفيظ اليونسي، فيرى أن جيل Z جيل جديد مختلف، لا يمكن استمالته بالأساليب التقليدية أو بشراء صمته. إنه جيل رقمي، منفتح على العالم، بتطلعات مركبة وحاجيات جديدة، لكنه في الوقت نفسه يواجه انسدادا في الأفق السياسي والاقتصادي. ويضيف: “هو جيل بدون عمل كما أشار تقرير بنك المغرب، وبلا أمل كما تثبت الدراسات الاجتماعية”.

ورغم أن احتجاجاته قد تظل محدودة في العدد أو الزمان، إلا أن انخراط مدن كبرى إلى جانب هوامش وقرى. يكشف  “وفق اليونسي”  عن عمق الأزمة. إنها أزمة تتعلق بضعف قدرة الدولة على توزيع عادل للثروات، وبغياب نخب سياسية واقتصادية قادرة على التفاعل مع تطلعات شباب يطالب بالكرامة والعدالة والحرية.

جيل Z إذن، قد لا يكون حركة سياسية منظمة، لكنه بالتأكيد تعبير صريح عن فراغ تركته الأحزاب والنقابات، وصرخة جيل يبحث عن مكانه في مغرب يتسع للجميع.


شاهد أيضا
تعليقات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.