العرائش نيوز:
استأنفت البعثة الأثرية المغربية-الإسبانية، أشغالها الميدانية بموقع ليكسوس الأثري بضواحي العرائش، وذلك في إطار برنامج البحث العلمي «ليكسوس-كاروم»، الذي يركز على دراسة الحي الصناعي المخصص لتمليح الأسماك وإنتاج “الگاروم” (نقيع السمك)، أحد الأنشطة الاقتصادية التي شكلت رافعة أساسية في تاريخ المدينة.
وتتضمن المرحلة الجديدة من المشروع، حسب معطيات حصلت عليها العرائش نيوز، حفريات أثرية ميدانية، وأبحاثًا جيوفيزيائية، إلى جانب جرد شامل للقى المكتشفة، ودراسات متخصصة مرتبطة بالعظام الحيوانية والصناعات الغذائية القديمة.
ويشرف على المشروع المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع جامعة قادس الإسبانية، وبدعم من مديرية التراث الثقافي ومحافظة موقع ليكسوس الأثري.
وفي هذا السياق، أوضح أنس السدراتي، محافظ موقع ليكسوس، أن «الحي الصناعي لتمليح السمك بليكسوس يعد الأكبر على مستوى الإمبراطورية الرومانية، وهو ما يمنح الموقع قيمة تاريخية استثنائية في حوض البحر الأبيض المتوسط»، مبرزًا أن هذه الحفريات تفتح آفاقًا جديدة لفهم الممارسات الاقتصادية القديمة وتعزز في الوقت نفسه المكانة الثقافية والسياحية للموقع.
كما شدد السدراتي على أن استئناف هذه الأبحاث متعددة التخصصات، يعكس متانة التعاون المغربي-الإسباني، ويجسد الروابط التاريخية العريقة بين مدينتي ليكسوس وقادس.
وتتواصل الأشغال الميدانية بموقع ليكسوس إلى غاية نهاية شتنبر الجاري، بمشاركة فريق مشترك من الباحثين والطلبة من المؤسستين المغربية والإسبانية، في تجربة علمية تؤكد البعد المتوسطي للموقع وتدعم إشعاعه الدولي.