العرائش نيوز: متابعة
تستعد البحرية الملكية المغربية لاستلام سفينة دوريات بحرية جديدة من طراز “أفانتي 1800″، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها البحرية ومواكبة التحديات المتغيرة للأمن البحري. ويتم بناء السفينة حالياً في حوض سان فرناندو الإسباني تحت إشراف شركة “نافانتيا”، بعد أن انطلقت أشغال البناء في يوليوز 2023، بتمويل جزئي من قرض بقيمة 95 مليون يورو ضمن تكلفة إجمالية تصل إلى نحو 130 مليون يورو.
تبلغ إزاحة السفينة حوالي 2,020 طناً، أي الوزن الإجمالي للسفينة عند تحميلها بالكامل بما في ذلك هيكلها ومعداتها وطاقمها وأي حمولة إضافية. ويبلغ طول السفينة 87 متراً وعرضها 13 متراً، مع منصة واسعة للطيران مصممة لتشغيل مروحية أو طائرات مسيرة من دون طيار، مما يمنحها قدرة إضافية على تنفيذ مهام المراقبة والاستطلاع. كما تضم السفينة زورقين مساندين من نوع RHIB، لتعزيز المرونة في تنفيذ المهام البحرية المتعددة، سواء كانت دوريات ساحلية أو عمليات خاصة.
تستطيع السفينة بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 24 عقدة، بفضل نظام دفع متطور يضم أربعة محركات من نوع MAN 175D وخمسة مولدات Baudouin 6 M26.3. تصميمها متعدد الاستخدامات يسمح بدمج مجموعة واسعة من أنظمة التسليح، تشمل مدافع بعيار 57 أو 76 ملم، وأنظمة RCWS بعيار 25 أو 30 ملم، بالإضافة إلى صواريخ متعددة، فيما لم تُكشف بعد التفاصيل النهائية لمنظومة القتال.
ويعد هذا المشروع أول تعاون لإسبانيا في بناء سفينة حربية للمغرب منذ نحو أربعة عقود، بعد آخر عملية تسليم لسفينة حربية في أوائل الثمانينيات. وخلال حفل التدشين الذي أقيم في مايو الماضي بحضور مسؤولين من المغرب وإسبانيا، شدد القبطان محمد الفاضلي على أن هذه السفينة تمثل أكثر من مجرد قطعة عسكرية، فهي رمز للتعاون بين البلدين، وتجسد طموح البحرية الملكية في امتلاك أسطول متطور وفعال ضمن خطة تحديث القوات البحرية المغربية بقيادة الملك محمد السادس.
ومن المتوقع أن تسهم السفينة في تعزيز قدرات المغرب في مراقبة السواحل وحماية المصالح البحرية، بما يشمل تأمين حركة الملاحة، مكافحة الأنشطة غير المشروعة، والإسهام في عمليات الإنقاذ البحري. كما تضع السفينة الأساس لتحديث نوعي في أسطول البحرية الملكية، بما يعكس تطلعات المغرب لامتلاك معدات بحرية حديثة ومتعددة المهام لمواجهة التحديات المستقبلية في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.